السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 29 يناير 2016

لفت نظري ٦٨: قول بعضهم: فتوى المفتي غير ملزمة


لفت نظري:
قول بعضهم : فتوى المفتي غير ملزمة؛ أقول: هذه العبارة غير صحيحة في إطلاقها، فإن فتوى المفتي تكون ملزمة في أحوال :
الحال الأول : إذا استفتاه العامي الذي يعتقده أورع واعلم واتقى من غيره، فهنا فتوى المفتي له ملزمة، لقوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النحل:43)، فالعامي الذي يرجع للمفتي، يجب عليه أن يأخذ بفتوى المفتي، و لا يجوز له مخالفتها، بل ولا الانتقال لغيرها إلا إذا تبين أن المفتي خالف نصاً صحيحا صريحاً، أو إجماعا  صحيحاً، أو قياساً صحيحاً.
الحال الثانية : إذا كانت فتوى المفتي مبنية على دليل لا تجوز مخالفته. يعني ليست مسألة اجتهادية يتجاذبها النظر.
الحال الثالثة : إذا كانت فتواه في مسألة خلافية اجتهادية، واختياره من باب اختيار ولي الأمر، في هذه النازلة العامة، التي اختيار ولي الأمر يرفع فيها الخلاف.
وفي غير هذه الأحوال لا يسوغ إطلاق القول بأن فتوى المفتي غير ملزمة، لأن ذلك إنما يسوغ في المسائل الاجتهادية، وليس ذلك لأي أحد إنما للعالم المجتهد، والله الموفق . 
ويظهر من تأمل كلام أهل العلم أن مرادهم بأن الفتوى غير ملزمة يعني قضاء، فليست فتوى المفتي مثل حكم القاضي، لأن القاضي يحكم وينفذ بولايته التي هو فيها نائب عن ولي الأمر، والله الموفق.

كشكول ١٢١٧: الأحواز أقلية سنية في إيران


الأحواز أقلية سنية في إيران ، فأين الذين ينصرون الأقليات ويدعمونها عن نصرتهم!

كشكول ١٢١٦: من جهة المشرق تخرج الفتن


من جهة المشرق تخرج الفتن، ويطلع قرن الشيطان، وبها تسعة أعشار الشر، والداء العضال.


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ: هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ"([1]).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ويَمَنِنَا "مَرَّتَيْنِ . فَقَالَ رَجُلٌ: وَفِي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ وبهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَّرِّ"([2]).
وفي رواية : "إِنَّ مِنْ هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ، وَبِهِ تِسْعَةُ أَعْشَارِ الْكُفْرِ، وَبِهِ الدَّاءُ الْعُضَالُ"([3]).
عن كعب قَال : "أراد عُمَر أن يأتي العراق فقال له كعب : إن بها عصاة الحق وكل داء عضال فقيل له : ما الداء العضال ؟ قَال : أهواء مختلفة ليس لها شفاء"([4]).
قَالَ أَبُو عُمَرَ ابن عبدالبر رحمه الله: "إِشَارَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاللَّهِ أَعْلَمُ - إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ بِالْفِتْنَةِ لِأَنَّ الْفِتْنَةَ الْكُبْرَى الَّتِي كَانَتْ مِفْتَاحَ فَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ قَتْلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهِيَ كَانَتْ سَبَبَ وَقْعَةِ الْجَمَلِ وَحُرُوبِ صِفِّينَ كَانَتْ فِي نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ ثُمَّ ظُهُورُ الْخَوَارِجِ فِي أَرْضِ نَجْدٍ وَالْعِرَاقِ وَمَا وَرَاءَهَا مِنَ الْمَشْرِقِ"اهـ([5]).
وقال رحمه الله: "وَمَعْلُومٌ أَنَّ أَكْثَرَ الْبِدَعِ إِنَّمَا ظَهَرَتْ وَابْتَدَأَتْ مِنَ الْمَشْرِقِ وَإِنْ كَانَ الَّذِينَ اقْتَتَلُوا بِالْجَمَلِ وَصَفِّينَ مِنْهُمْ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالشَّامِ فَإِنَّ الْفِتْنَةَ وَقَعَتْ فِي نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ فَكَانَتْ سَبَبًا إِلَى افْتِرَاقِ كَلِمَةِ الْمُسْلِمِينَ وَمَذَاهِبِهِمْ وَفَسَادِ نِيَّاتِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ إِلَى الْيَوْمِ وَإِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ"اهـ([6]).
وقال رحمه الله: "لَا مَدْحَ وَلَا ذَمَّ لِبَلْدَةٍ إِلَّا عَلَى الْأَغْلَبِ مِنْ أَحْوَالِ أَهْلِهَا وَأَمَّا عَلَى العموم فلا؛ وَقَدْ عَمَّ الْبَلَاءُ وَالْفِتَنُ الْيَوْمَ فِي كُلِّ جِهَةٍ مِنْ جِهَاتِ الدُّنْيَا"اهـ([7]).
وَفيه أنه ﷺ كَانَ يحذر من ذَلِك وَيعلم بِهِ قبل وُقُوعه، وَذَلِكَ من دلالات نبوته ﷺ([8]).
وجهة المشرق بلاد كسرى؛
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لاَ يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرٌ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ قَيْصَرٌ بَعْدَهُ، وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
وفي رواية: "قَدْ مَاتَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ"([9]).
قال النووي رحمه الله: "قال الشافعى وسائر العلماء: معناه: لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بِالشَّامِ كَمَا كَانَ فِي زَمَنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَّمَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِانْقِطَاعِ مُلْكِهِمَا فِي هَذَيْنِ الْإِقْلِيمَيْنِ؛ فَكَانَ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛
فَأَمَّا كِسْرَى فَانْقَطَعَ مُلْكُهُ وَزَالَ بِالْكُلِّيَّةِ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، وَتَمَزَّقَ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ وَاضْمَحَلَّ بِدَعْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَمَّا قَيْصَرُ فَانْهَزَمَ مِنَ الشَّامِ وَدَخَلَ أَقَاصِي بِلَادِهِ فَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ بِلَادَهُمَا وَاسْتَقَرَّتْ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، وَأَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا أَخْبَرَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهَذِهِ مُعْجِزَاتٌ ظَاهِرَةٌ"اهـ([10]).
لكن ليس معنى هذا الركون إلى الدعة، بل لابد من أخذ الأسباب والاحتياطات التي تكف شر هؤلاء عن الإسلام والمسلمين، من باب أعقلها وتوكل. ولن يسلط الله على المسلمين عدواً من غيرهم يستأصل شأفتهم.



([1]) أخرجه مالك في الموطأ في كتاب الاستئذان، بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَشْرِقِ.
([2]) أخرجه أحمد (9/ 458، تحت رقم 5642، الرسالة)، وقال محققو المسند : "إسناده حسن"اهـ.
([3]) أخرجها الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 249، تحت رقم 1889)، وقال: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ إِلَّا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، تَفَرَّدَ بِهِ: ابْنُ وَهْبٍ"اهـ. فزاد: "وبه الداء العضال"، قال الألباني غي سلسلة الأحاديث الصحيحة تحت رقم (2246): "فعندي وقفة في ثبوت هذه الزيادة، لتفرد عبد الرحمن بها دون سائر الرواة"اهـ، فلم تثبت مرفوعة، وليس لها حكم الرفع، فإنها من كلام كعب الأحبار، فلعلها من الإسرائيليات.
([4]) أخرجه مالك في الموطأ في كتاب الاستئذان، بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَشْرِقِ، بلاغاً، وأسنده عبد الرزاق في المصنف (11/ 251، تحت رقم 20461)، قال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال : أراد عمر أن يسكن العراق ، فقال له كعب : لا تفعل ! فإن فيها الدجال ، وبها مردة الجن ، وبها تسعة أعشار السحر ، وبها كل داء عضال ، يعني الأهواء"، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 750 – 751)، قال الفسوي رحمه الله: "حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ سَمِعْتُ ابْنَ مِينَاءَ الْيَمَامِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وَاسْتَبْطَأَهُمْ فِي شَيْءٍ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ حَذَّرْتُكُمْ وَخَوَّفْتُكُمْ وَقِيلَ لِي تَقَدَّمْ عَلَى تِسْعَةِ أَعْشَارِ الشَّرِّ وَشَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَمَرَدَةِ الْجِنِّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَأْتِيَ الْعِرَاقَ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: إِنَّ بِهَا عُصَاةَ الْحَقِّ وَكُلَّ دَاءٍ عُضَالٍ. فَقِيلَ لَهُ: مَا الدَّاءُ الْعُضَالُ؟ قَالَ: أَهْوَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ لَيْسَ لَهَا شِفَاءٌ"اهـ..
([5]) الاستذكار (8/ 519). وانظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري (24/ 199).
([6]) الاستذكار (8/ 520).
([7]) الاستذكار (8/ 520-521).
([8]) انظر عمدة القاري شرح صحيح البخاري (24/ 199).
([9]) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، بَابٌ: الحَرْبُ خَدْعَةٌ، تحت رقم: (3027)، ومسلم في كتاب الجهاد والسير باب جواز الخداع في الحرب تحت رقم: (1740، 2918).
([10]) شرح النووي على صحيح مسلم (18/ 42).

كشكول ١٢١٥: معنى حديث من هم بحسنة


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً"([1]).

شرح الحديث :
قوله: "فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً"، يعني أراد إرادة جازمة لم يتخلف عنها العمل إلا خارج عن إرادته، فهذا يثاب على همه، فإن فعل ما هم به من الحسنة "فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ".
قوله: "وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً"، أي أراد إرادة جازمة فعل السيئة ولم تتخلف إلا لمانع من خوف الله فإنه يؤجر على تركه لها في هذه الحال.
أما لو تركها لمانع خارج عن إرادته مع إرادته الجازمة لفعلها فإنه يأثم بها.
ويدل على ذلك ما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ "([2]). والشاهد قوله: "وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ"، فإنه لإرادته إراقة الدم بغير حق كان من أبغض الناس على الله، ولو لم يفعل، وهو ظاهر. ويحققه قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾، (الحج:25).
ويدل على أن الإرادة الجازمة للسيئة يأثم عليها صاحبها وإن لم يفعلها، ما جاء عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ قَالَ: ارْجِعْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: "إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ"([3]). والشاهد في الحديث أنه حكم أن المقتول في النار، مع كونه لم يفعل، وعلل ذلك بـ "إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ"، فاستحق العقوبة للإرادة الجازمة للمعصية، وتخلف الفعل لأمر خارج عنه ليس خوفا من الله.
وترك السيئة خوفا من الله يؤجر عليه صاحبه كقصة الثلاثة الذين انغلق عليهم باب المغارة؛ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "خَرَجَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ المَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ادْعُوا اللَّهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: ... وذكر قصته، ثم قال:
وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ، فَقَالَتْ: لاَ تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ، فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَفُضَّ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً، قَالَ: فَفَرَجَ عَنْهُمُ الثُّلُثَيْنِ. ثم ذكر قصة الثالث"([4]).
فهذا ترك فعل الفاحشة بعد قدرته عليها وإرادته الجازمة لها، وذلك خوفاً من الله ورجاء لما عنده سبحانه، ألا ترى إلى قوله: "فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً".




([1]) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، بَابُ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ أَوْ بِسَيِّئَةٍ، تحت رقم (6491)، ومسلم في كتاب الإيمان باب إذا هم العبد بحسنة كتبت، تحت رقم (131).
([2]) أخرجه البخاري في كتاب الديات، بَابُ مَنْ طَلَبَ دَمَ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، حديث رقم (6882).
([3]) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما، حديث رقم (31)، ومسلم في كتاب الفتن و أشراط الساعة، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما"،حديث رقم (2888).
([4]) أخرجه البخاري في كتاب البيوع، بَابُ إِذَا اشْتَرَى شَيْئًا لِغَيْرِهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ
فَرَضِيَ، حديث رقم (2215)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء،  باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، حديث رقم (2743).

الخميس، 28 يناير 2016

كشكول ١٢١٤: لم نفشل ، لم نغفل، لم نتأخر!


لم نفشل ، لم نغفل، لم نتأخر!
في لبنان !
في سوريا! 
في اليمن !
عرقلنا خططهم، أيدنا المقاومة.
واجهناهم في اليمن ، قتالنا معهم، هم الأعداء!
إيران الدولة تغيّب ، إيران الثورة تتزعم الموقف!
لا بشرى لهم بغير الهزيمة إن شاء الله.
الدحر، والقهر سيكون عاقبتهم، بإذن الله.
والنصر لنا.
حتى في العراق افتضحوا، وحالهم إلى اضمحلال!
الاستنزاف هو تلخيص حالهم.
تمددهم بهذه الطريقة هو سبيل القضاء عليهم، بإذن الله.
وإن غداً لناظره قريب!

قال وقلت ١٢١: اجتهدوا فأخطأوا


قال : إنهم اجتهدوا فأخطأوا ، فلهم أجر وفاتهم أجر.
قلت : قضية أنهم اجتهدوا فهذا كلام لا يسوغ؛ إذ من أين لهم الاجتهاد؟!
أما تعلم أن الاجتهاد له شروط، ذكرها أهل العلم، وهي:
- إشرافه على نصوص الكتاب والسنة.
- معرفة السنن المتعلقة بالأحكام.
- معرفة الإجماع.
- معرفة الخلاف.
- معرفة القياس.
- معرفة كيفية النظر.
- معرفة لسان العرب.
- معرفة الناسخ والمنسوخ.
- معرفة مصطلح الحديث.
- معرفة أصول الفقه.
مع الفطنة والذكاء، وأمور أخرى ذكرها بعض أهل العلم(1).
[فالمجتهد إذا كان كامل الآلة في الاجتهاد - كما تقدم في هذه الشروط - فإن اجتهد في الفروع فأصاب فله أجران، على اجتهاده وإصابته، وإن اجتهد فيها وأخطأ فله أجر واحد على اجتهاده](2).
وقد بوب البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: "بَاب إِذَا اجْتَهَدَ الْعَامِلُ أَوْ الْحَاكِمُ فَأَخْطَأَ خِلَافَ الرَّسُولِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ فَحُكْمُهُ مَرْدُودٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".
وأورد تحته بسنده عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ"(3).
وقرر ابن تيمية (ت728هـ) رحمه الله أن من تكلم في الدين بغير علم جاهلاً فإنه كاذب آثم. ومن تكلم كذلك متعمداً خلاف الحق فهو في النار. بخلاف من تكلم باجتهاد يسوغ له الكلام، فإنه اجتهد فاتقى الله ما استطاع، وابتغى طلب العلم بحسب الإمكان، وتكلم ابتغاء وجه الله، وعلم رجحان دليل على دليل فقال بموجب الراجح فهذا مطيع مأجور أجرين إن أصاب وإن أخطأ أجراً واحداً(4).
فالأمر مشروط في الحاكم الذي اجتهد بعلم، ومعنى ذلك أن لديه الآلة العلمية التي تؤهله للاجتهاد، أمّا من لم يبلغ هذه الدرجة فإنه إن أصاب فقد أثم وأخطأ، لأنه قد خاض فيما ليس من شأنه، ولم يتأهل له.
_______________________
(1) انظر شرح هذه الشروط وما يتعلق بها كتاب البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي (6/ 199 - 204).
(2) شرح متن الورقات للمحلي/ على هامش حاشية النفحات على شرح الورقات/ ص172 - 173، بتصرف يسير.
 (3) أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، حديث رقم (7352)، ومسلم في كتاب الأقضية إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، حديث رقم (1716).
(4) الأخنائية (الرد على الأخنائي) ص 105 - 109.

قال وقلت ١٢٠: ذكر الفرق المبتدعة والتحذير منها ليس من الطائفية


قال : هذه طائفية، وينبغي أن نسعى إلى جمع المسلمين ووحدتهم، وعدونا معروف وهو اليهود.
قلت: ذكر الفرق المبتدعة والتحذير منها ليس من الطائفية، وذكري للروافض والتحذير منهم، وأن علماء أهل السنة حكموا بكفرهم، هذا ليس من الطائفية، ألا ترى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر فرق التفرق والاختلاف وحذر منهم، فقال: "وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة" وفي رواية قال: "ما أنا عليه واصحابي". وجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "القدرية مجوس هذه الأمة"، وجاء عنه : "الخوارج كلاب أهل النار".
فذكر أهل البدع والتحذير منهم ليس من الطائفية، و ليس من باب تفريق المسلمين، إنما من باب اتباع السنة في التحذير من أهل البدع، وفي الرافضة هو من باب التحذير من أهل البدع المكفرة.
ومما تقدّم تعلم أن أعداء المسلمين ليسوا فقط هم اليهود، بل كل أصحاب البدع والاختلاف، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحذر منهم، فقال كما جاء في حديث أبي نجيح العرباض بن سارية: "من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور".

لفت نظري ٦٧: أن الذين يقولون: عدونا هم اليهود الذين استولوا على فلسطين


لفت نظري:
أن الذين يقولون: عدونا هم اليهود الذين استولوا على فلسطين، وأن الكلام في الشيعة الروافض والتحذير منهم طائفية تفرق المسلمين، الذين يقولون ذلك كلامهم يوافق كلام ساسة إيران اليوم، لما يُذكر سجلهم الإجرامي وأفعالهم الخبيثة ضد أمة الإسلام ودول المسلمين، وسعيها في نشر الفوضى والاضطراب في أرجاء البلاد الإسلامية بدعوى تصدير الثورة!
ولفت نظري أن الرافضة يفرحون بانضمامهم تحت اسم المسلمين ليتسللوا  من ذلك إلى الوصول إلى مآربهم الخبيثة في نشر الفوضى والثورة الخمينية التي تبشر بولاية الفقيه.

خطر في بالي ٦٢: أن أصحاب ولاية الفقيه، وقعوا في الحرام


خطر في بالي:
أن أصحاب ولاية الفقيه، وقعوا في الحرام إن لم يقعوا في الشرك، إن لم يقعوا في الافتراء على الله؛ 
فإنهم يجعلون للولي الفقيه من الطاعة ، وحق التشريع ما هو من حق الله سبحانه وتعالى. ويسوغون ذلك للناس بأنه إنما يأتي بهذا من واقع صلة مزعومة ينوب بها عن المهدي الغائب عندهم، فيما للغائب من الصلاحيات والاختيارات المفوضة إليه من قبل الله عزوجل، عبر نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فالله قد عين الولي الفقيه، ورد حكمه رد لحكم الغائب، ورد حكم الغائب رد لحكم الله، فرد حكم الولي الفقيه عندهم رد لحكم الله، ومن فعله فقد وقع على حد الشرك بالله؛
وهذا افتراء على الله، وهو أعظم من الشرك.
فالولي الفقيه طاغوت كفري.
فإن الكلام بالباطل في دين الله، والقول عليه بغير حق، كذب على الله، لا يعذر به المسلم، وهو من الافتراء على الله، وهو أعظم من الشرك. 
ودليل ذلك: قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾. (الأنعام: 21).
قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله-، في كتابه إعلام الموقعين (1/ 38): "وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، فقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (الأعراف: 33)؛
فرتب المحرمات أربع مراتب،
وبدأ بأسهلها وهو الفواحش.
ثم ثنى بما هو أشد تحريمًا منه وهو الإثم والظلم.
ثم ثلث بما هو أعظم تحريمًا منهما وهو الشرك به سبحانه.
ثم ربع بما هو أشد تحريمًا من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله، وفي دينه وشرعه، وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (النحل:116 – 117)، فتقدم إليهم سبحانه بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه، وقولهم لما لم يحرمه هذا حرام، ولما لم يحله هذا حلال، وهذا بيان منه سبحانه أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أن الله سبحانه أحله وحرمه"اهـ.
وقال -رحمه الله- في إعلام الموقعين (1/ 334): "وكل قول على الله لم يأت به نص عنه ولا عن رسوله في:
- تحريم،
- أو تحليل،
- أو إيجاب،
- أو إسقاط،
- أو خبر عنه باسم، أو صفة نفيًا أو إثباتًا،
- أو خبرًا عن فعله؛
فالقول عليه بلا علم حرام في أفعاله، وصفاته، ودينه»اهـ.

الأحد، 17 يناير 2016

كشكول ١٢١٣: أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها


أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا
أخرج ابن ماجه تحت رقم (4245) وصححه البوصيري في زوائد ابن ماجه، والألباني في صحيح ابن ماجه باختصار السند، وحسنه الأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا".
المراد بهؤلاء أناس يظهرون خلاف ما يبطنون.
وليس المراد من يذنب من المسلمين، ويندم ويتوب ويستغفر؛ بدليل أنه لم يذكر في صفة هؤلاء الذين (إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا)، أنهم يطلبون التوبة ويستغفرون، فهم يستهينون بالمعصية في جنب الله، إذ فيهم نفاق، ولذلك حسناتهم بحسب الظاهر (أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا)، وهذه صفة من اختل فيه شرط القبول.
أمّا المسلم إذا أذنب فهو يقع في ذنبه بغلبة شهوة، ويندم ويبادر إلى التوبة، ولا يصر وإن تكرر منه الذنب، بل يبادر دوما إلى الاستغفار!
أخرج البخاري تحت رقم (7507)، ومسلم تحت رقم (2758) عن أبي هريرة قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا - وَرُبَّمَا قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا، أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ - أَوْ أَصَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي.
ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَرُبَّمَا قَالَ: أَصَابَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَصَبْتُ - أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ - آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".
والمعنى أنه ما دام يذنب ويندم ويستغفر فإني أغفر له، مهما عمل.
فعلى المسلم أن لا يترك الاستغفار ، والتوبة، والإنابة إلى الله، ولا ييأس من رحمة الله.
وكل ابن ’دم خطاء، وخير الخطائين التوابون. 

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر:53).

كشكول ١٢١٢: نصيحة يحتاجها سائق السيارة


نصيحة يحتاجها سائق السيارة

حسابنا الموّحد في الانستغرام والتويتر:
@rasael_emaratia

قناتنا على اليوتيوب:

كشكول ١٢١١: لنا بالله آمال وسلوى



جاءني على الواتساب :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
لــنـا بـاللّه آمــــالٌ وسلــوى
وعندَ اللّهِ مـا خابَ الـرّجاءُ
إذا اشْتدَّتْ رياحُ اليأْس فِينا
سَيعْقُبُ ضيق شِدّتِها الرّخاءُ
فبـَعدَ العَـتْـمَـةِ الظَّلماءِ نـورٌ
وطولُ الليلِ يعقُـبهُ الضياءُ
أمــانـيـنــا لـهـا ربٌ كريــمٌ

إذا أعطى سيُدهِشُنا العطاءُ

لفت نظري ٦٦: فضيلة الشيخ أحمد بن خليفة بن ظاعن المهيري -سلمه الله-



لفت نظري:
فضيلة الشيخ أحمد بن خليفة بن ظاعن المهيري -سلمه الله- المشرف على مركز رياض الصالحين بدبي في كلمة له، قال: «الناس اليوم بحاجة إلى من يبين لهم أحكام الدين، ويزيل عنهم الشبهات التي تلتبس عليهم».
وطلب أن يكون عرض موضوع الجهاد في دورة دبي على هذه الصفة.
وهذا ما حرصت عليه، والحمد لله على توفيقه.

لفت نظري ٦٥: كلمة سمعتها من فضيلة الشيخ سعادة الدكتور: محمد غالب



لفت نظري:
كلمة سمعتها من فضيلة الشيخ سعادة الدكتور: محمد غالب حسان العمري -سلمه الله- المدرس بجامعة الجميرا.
قال سعادته: «طلب العلم يحتاج إلى فقه».
يعني أن طالب العلم المستحب عليه أن يهتم بما يحتاج إليه.
ويركز على المسائل التي تنفعه.
ويدون ويسجل الفوائد بطريقة تساعده على استثمارها في المستقبل.
وليست القضية مجرد أن أطلب العلم وأدوّن الفوائد. 

وقد أصاب فضيلته -جزاه الله خيرًا-.

كشكول ١٢١٠: الدنيا بزمانها ومكانها ليست هي محل الذم


الدنيا بزمانها ومكانها ليست هي محل الذم
المراد بذم الدنيا ذم ما يشغل فيها عن طاعة الله واليوم الآخر، لأنه يبعد المسلم عن رحمة الله!
وهذا هو معنى ما ورد : "ألا وإن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها".
قال ابن رجب رحمه الله (جامع العلوم والحكم تحقيق الأرنؤوط 2/ 177- 178، بتصرف يسير): "كَثُرَ فِي الْقُرْآنِ ذَمِّ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا؛
قَالَ تَعَالَى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا - وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [الأعلى: 16 - 17] .
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ﴾ [الأنفال: 67].
وَقَالَ تَعَالَى فِي قِصَّةِ قَارُونَ: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ - وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ [القصص: 79 - 80] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: 83] .
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ﴾ [الرَّعْدِ: 26] .
وَقَالَ : ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء: 77].
وَقَالَ حَاكِيًا عَنْ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: ﴿يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ - يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ [غافر: 38 - 39].
وَقَدْ ذَمَّ اللَّهُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الدُّنْيَا بِعَمَلِهِ وَسَعْيِهِ وَنِيَّتِهِ.
وَالْأَحَادِيثُ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا وَحَقَارَتِهَا عِنْدَ اللَّهِ كَثِيرَةٌ جِدًّا؛
فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ «النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ وَالنَّاسُ كَنَفَيْهِ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟ فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ، لِأَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ» .
وَفِيهِ أَيْضًا عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ الْفِهْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَمَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَاذَا تَرْجِعُ» .
وَخَرَّجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» صَحَّحَهُ"اهـ.
قلت: وأخرج الترمذي تحت رقم (2322)، وابن ماجه تحت رقم (4112)، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ". قال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ"، وحسنه الألباني، والأرنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه.
والمراد في هذا الحديث أن كل ما يبعد ويطرد عن رحمة الله في الدنيا ملعون، فما يشغل عن طلب طاعة الله والدار الآخرة ، فهو مبعد عن رحمة الله، وهذا هو معنى اللعن؛ فإن اللعن هو : "الطرد والإبعاد عن رحمة الله".
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الدهر!
ولأن الدنيا هي مكان عيش الأنبياء والأولياء والصالحين ودعوتهم!
ولأن الدنيا فيها الآيات العظيمة الدالة على عظمة الله وقدرته وبديع صنعه!
فكيف تكون مذمومة بذاتها في زمانها وما فيها مطلقاً!
قال ابن رجب رحمه الله: جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (2/ 186-187): "وَاعْلَمْ أَنَّ الذَّمَّ الْوَارِدَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لِلدُّنْيَا لَيْسَ رَاجِعًا إِلَى زَمَانِهَا الَّذِي هُوَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، الْمُتَعَاقِبَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَهُمَا خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شَكُورًا.
وَيُرْوَى عَنْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ هَذَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِزَانَتَانِ، فَانْظُرُوا مَا تَصْنَعُونَ فِيهِمَا.
وَكَانَ يَقُولُ: اعْمَلُوا اللَّيْلَ لِمَا خُلِقَ لَهُ، وَالنَّهَارَ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ قَدْ دَخَلْتُ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، وَلَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَانْظُرْ مَاذَا تَعْمَلُ فِيَّ، فَإِذَا انْقَضَى طُوِيَ، ثُمَّ يُخْتَمُ عَلَيْهِ، فَلَا يُفَكُّ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَفُضُّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا لَيْلَةٍ إِلَّا تَقُولُ كَذَلِكَ.
وَقَدْ أَنْشَدَ بَعْضُ السَّلَفِ:
إِنَّمَا الدُّنْيَا إِلَى الْجَنَّـ ... ـةِ وَ النَّــــــارُ طَرِيقُ
وَاللَّيَالِي مَتْجَرُ الْإِنْـ ... ـسَانِ وَالْأَيَّامُ سُوقُ
وَلَيْسَ الذَّمُّ رَاجِعًا إِلَى مَكَانِ الدُّنْيَا الَّذِي هُوَ الْأَرْضُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ لِبَنِي آدَمَ مِهَادًا وَسَكَنًا.
وَلَا إِلَى مَا أَوْدَعَ اللَّهُ فِيهَا مِنَ الْجِبَالِ وَالْبِحَارِ وَالْأَنْهَارِ وَالْمَعَادِنِ.
وَلَا إِلَى مَا أَنْبَتَهُ فِيهَا مِنَ الشَّجَرِ وَالزَّرْعِ.
وَلَا إِلَى مَا بَثَّ فِيهَا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛
فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ بِمَا لَهُمْ فِيهِ مِنَ الْمَنَافِعِ، وَلَهُمْ بِهِ مِنَ الِاعْتِبَارِ وَالِاسْتِدْلَالِ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ صَانِعِهِ وَقُدْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ.

وَإِنَّمَا الذَّمُّ رَاجِعٌ إِلَى أَفْعَالِ بَنِي آدَمَ الْوَاقِعَةِ فِي الدُّنْيَا؛ لِأَنَّ غَالِبَهَا وَاقِعٌ عَلَى غَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي تُحْمَدُ عَاقِبَتُهُ، بَلْ يَقَعُ عَلَى مَا تَضُرُّ عَاقِبَتُهُ، أَوْ لَا تَنْفَعُ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾ [الْحَدِيدِ: 20] "اهـ.

كشكول ١٢٠٩: بقي أمانان لهذه الأمة من العذاب، فلا تتركوهما!


بقي أمانان لهذه الأمة من العذاب، فلا تتركوهما!
أخرج البخاري تحت رقم (3346)، ومسلم تحت رقم (2880) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَتْهُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ. وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ".
وهذا الحديث فيه تحذير من كثرة الخبث في المجتمع المسلم، فإنها توقع الهلاك فيهم! 
وقد جعل الله لهذه الأمة ثلاثة أمانات من العذاب والهلاك؛
أحدها : حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد انتهى هذا الأمان بموته صلى الله عليه وسلم.
والآخر : الاستغفار.
والثالث : إنكار المنكر ولو بالقلب ، مع مزايلة أصحاب المنكر وترك مجالستهم.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (الأنفال:33).
فقوله تعالى: ﴿وَأَنتَ فِيهِمْ﴾ فيه ذكر الأمان الأول، وقد رفع بموته صلى الله عليه وسلم.
وبقي أمانان :
الاستغفار، وإليه الإشارة في قوله: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، والآية وإن نزلت في حق الكفار وما كانوا يصنعونه في مكة ، فإنها في المسلمين من باب أولى، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
فلزوم الاستغفار من أسباب دفع العذاب والهلاك.
ومن أسباب دفع الهلاك والعذاب عن المجتمع لزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولو بالإنكار في القلب، مما يقتضي الزوال عن أهل المنكر وترك مجالستهم!
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ﴾ (هُودٍ:116).
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ﴾ (الْأَعْرَافِ:165).
فإِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِذُنُوبِ الْخَاصَّةِ حَتَّى تَكُونَ الْعَامَّةُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغِيرَ عَلَى الْخَاصَّةِ فَإِذَا لَمْ تغير الْعَامَّةُ عَلَى الْخَاصَّةِ عَذَّبَ اللَّهُ الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ!
أخرج أبو داود تحت رقم (4336) عن أبي عُبيدة عن عبدِ الله بن مسعودٍ، قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: "إن أول ما دخل النَّقصُ على بني إسرائيل كان الرجل يَلقَى الرَّجلَ فيقول: يا هذا اتَّقِ اللهَ ودَعْ ما تصنعُ، فإنّه لا يحلُّ لك، ثم يلقاهُ من الغدِ، فلا يمنعُهُ ذلك أن يكون أكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وقَعِيدَهُ، فلما فعلوا ذلك ضَرَبَ الله قلوبَ بعضهم ببعض" ثم قال: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)﴾(المائدة:78 – 81)، ثم قال: كلا والله، لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهَوُنَ عن المنكَر، ولتأخُذُنَّ على يدَي الظَّالم، ولتأطِرُنَّه على الحق أطراً، ولتقصُرُنَّه على الحقِّ قصراً" وزاد في رواية : "أو ليضربَنَّ الله بقلوبِ بعضكُم على بعض، ثم لَيَلعنَنَّكم كما لعنَهم" .
وهذا الحديث أخرجه أحمد في المسند (1/391، الميمنية) ، والترمذي تحت رقم (3297) و (3299) ، وابن ماجه تحت رقم (4006). وأخرجه مرسلا ابن ماجه (4006)، والترمذي (3298) من طريق سفيان الثوري، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- مرسلاً. والحديث قال الترمذي: "حسن غريب"اهـ، وضعفه محقق سنن أبي داود ومحققو المسند، بعلة أن أبا عبيدة لم يسمع من ابن مسعود، قلت: ابوعبيدة عامر بن عبدالله بن مسعود، وهو من أعلم الناس بحديث والده، وقد قبل جماعة من أهل الحديث روايته عنه، ولم يضر عندهم عدم سماعه منه، ففي سنن الدارقطني (4/ 225): "عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , قَالَ: «قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دِيَةِ الْخَطَأِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ , مِنْهَا عِشْرُونَ حِقَّةً , وَعِشْرُونَ جَذَعَةً , وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ , وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ , وَعِشْرُونَ بَنِي مَخَاضٍ». هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ غَيْرُ ثَابِتٍ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ , مِنْ وُجُوهٍ عِدَّةٍ أَحَدُهَا أَنَّهُ مُخَالِفٌ لَمَّا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنْ أَبِيهِ , بِالسِّنْدِ الصَّحِيحِ عَنْهُ الَّذِي لَا مَطْعَنَ فِيهِ , وَلَا تَأْوِيلَ عَلَيْهِ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ أَبِيهِ وَبِمَذْهَبِهِ وَفُتْيَاهُ مِنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ وَنُظَرَائِهِ"اهـ، وللحديث شواهد، فهو حديث حسن إن شاء الله.
وفي الموطأ في كتاب الكلام ، بَابُ مَا جَاءَ فِي عَذَابِ الْعَامَّةِ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ) قال مَالِكٌ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ، وَلَكِنْ إِذَا عُمِلَ الْمُنْكَرُ جِهَارًا، اسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ كُلُّهُمْ».
وأخرج أبو داود تحت رقم (4338) وصححه الالباني ومحقق سنن ابي داود الارنؤوط عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهَا: ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ (المائدة: 105)، وَإِنَّا سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ. وفي رواية: "وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا، ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا، إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ".
وفي رواية : "مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُهُ".
قال ابن عبدالبر رحمه الله (الاستذكار 8/ 586) معلقا على هذا الحديث: "هَذَا وَاضِحٌ فِي أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ التَّغْيِيرُ إِلَّا مِنَ الْقُوَّةِ وَالْعِزَّةِ وَالْمَنَعَةِ وَأَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ إِلَّا مَنْ هَذِهِ حَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ ضَعُفَ عَنْ ذَلِكَ فَالْفَرْضُ عَلَيْهِ التَّغْيِيرُ بِقَلْبِهِ وَالْإِنْكَارُ وَالْكَرَاهَةُ .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : بِحَسْبِ الْمُؤْمِنِ إِذَا رَأَى مُنْكَرًا لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ تَغْيِيرًا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ لَهُ كَارِهٌ"اهـ.
وإذا صنع ولي الأمر المنكر، ينبغي على أقل تقدير إنكاره بالقلب وعدم الرضا به.
أخرج مسلم تحت رقم (1854) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ. قَالُوا: أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: لَا، مَا صَلَّوْا".

فاللهم أصلح الحال، واهدي الضال، وأعنا على طاعتك ورضاك!

كشكول ١٢٠٨: يا من له الفضلُ محضا في بريتهِ


ابيات جاءتني في الواتساب واعجبتني :
يا من له الفضلُ محضا في بريتهِ ...
وهو المؤملُ في البأساءِ والباسِ
عودتني عادةً أنتَ الكفيلُ بها ...
فلا تكلني إلى خلقٍ من الناسِ
ولا تذلَّ لهم من بعدِ عزتهِ ...
وجهي المصون ولا تخفض لهم راسي
وابعث على يدِ من ترضاهُ من بشرٍ ...
رزقي وصُني عمن قلبهُ قاسي
فإن حبلَ رجائي فيكَ متصلٌ ...

بحسنِ صنعكَ مقطوعٌ عن الناسِ

كشكول ١٢٠٧: الفرق بين النصيحة والتناصح


الفرق بين النصيحة والتناصح .
جاء في الحديث عن تميم الداري رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ.
الدِّينُ النَّصِيحَةُ.
الدِّينُ النَّصِيحَةُ.
قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" (علقه البخاري في كتاب الإيمان باب قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين"، وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، حديث رقم (55). ).
وجاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ» قِيلَ: وَقَالَ، «وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» (1) أخرجه مالك في الموطأ في كتاب الجامع، باب ما جاء في إضاعة المال، وذي الوجهين، حديث رقم (1863)، وأحمد في المسند (الميمنية (2/ 367)، (الرسالة 14/ 400، تحت رقم 8799)، مثله. وأخرجه مسلم في كتاب الأقضية باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، حديث رقم (1715)، دون قوله: "وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ".
فما الفرق بين النصيحة والتناصح؟
النصيحة هي الإخلاص والصدق في التعامل؛
فالمسلم مطالب بذلك؛
في تعامله مع ربه .
وفي تعامله مع كتاب ربه (القرآن العظيم).
وفي تعامله مع الرسول صلى الله عليه وسلم .
وفي تعامله مع أئمة المسلمين .
وفي تعامله مع عامة المسلمين؛
فيصدق ويخلص في تحقيق الحق وطلبه والدعوة إليه، وحفظ العهد والعقد، وطلب الخير، لا يفعل ذلك لدنيا أو لمصلحة ذاتية، إنما يسعى مخلصاً صادقاً في ذلك طلباً لما عند الله تعالى!
ولذلك جاء في حق النصيحة لولاة الأمر أن يصدق في بيعته لهم في المنشط والمكره، سواء أعطي من الدنيا أو لم يعط، بل جاء في الحديث أن المسلم يحافظ على بيعته بالسمع والطاعة لولي الأمر : "وإن جلد ظهرك وأخذ مالك".
وجاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، رَجُلٌ كَانَ لَهُ فَضْلُ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ، فَمَنَعَهُ مِنَ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا سَخِطَ، وَرَجُلٌ أَقَامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ العَصْرِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ أَعْطَيْتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ رَجُلٌ " ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ (آل عمران: 77).". وفي رواية مسلم : "وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ" أخرجه البخاري في كتاب المساقاة، باب من رأى أن صاحب الحوض والقربة أحق بمائه، حديث رقم (2369)، ومسلم في كتاب الإيمان بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية، حديث رقم (108).
هذه النصيحة لولاة الأمر بالصدق والإخلاص في بيعتهم لا لدنيا يطلبها ولا مصلحة خاصة له يريدها، فهو صادق في بيعته، محافظ على عهده لهم بالسمع والطاعة في طاعة الله، لا يؤثر عليه في ذلك أن يعط من الدنيا أو لم يعط!
أما التناصح فتقديم النصح والرأي و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لولي ألأمر، بالطريقة الشرعية، والتي منها ما جاء في الحديث عن عياض بن غنم قال لهشام بن حكيم: ألم تسمع يا هشام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: "من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه" أخرجه أحمد في المسند (3/ 403 - 404)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 154، تحت رقم 876)، وفي كتاب السنة له (معه ظلال الجنة للألباني 2/ 274، تحت رقم 1098). والحديث صححه الألباني ومحقق الآحاد والمثاني.
فكل تناصح نصيحة، وليس كل نصيحة تناصح.

والله الموفق!

كشكول ١٢٠٦: ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ؟


ﻓﻲ ﻏﺰﺓ.
ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .
ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ .
ﻓﻲ ﺳﻴﻨﺎ.
ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.
ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ.
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ.
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ .
ﻣﻦ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ؟
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﻊ ﺃﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺼﻠﺢ؟
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﻫﺆﻻ ﺀ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ؟
ﻣﺎ ﺫﻧﺐ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﻭﻳﻀﺎﻳﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺭﺯﻗﻬﻢ ﻭﻋﻴﺸﻬﻢ؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺮﺣﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺴﻼ ﺡ؟
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ؟
ﻫﺆﻻ ﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﺎﺫﺍ ؟
كتبه /
الشيخ د . محمد بن عمر بازمول حفظه الله

كشكول ١٢٠٥: الدورة العلمية في كتاب موطأ مالك في دبي ربيع الأول ١٤٣٧ هـ



يسر شبكة بينونة للعلوم الشرعية أن يقدم لكم تسجيلا :
الدورة العلمية في كتاب موطأ مالك
 للشيخ:أ.د محمد بازمول حفظه الله
والذي أقيم في مسجد عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها 
مدينة دبي

30/29/28/27/26/الربيع الاول /1437

رابط الاستماع:
الدرس الاول(مقدمة)
الدرس الثاني(كتاب الجهاد)
الدرس الثالث(كتاب الجهاد)
الدرس الرابع (كتاب الحدود)
الدرس الخامس (كتاب الحدود)
الدرس السادس( كتاب القدر )
الدرس السابع(الاجابة على الاسئلة)
الدرس الثامن ( كتاب البيعة )
الدرس التاسع ( كتاب الكلام )
الدرس العاشر والأخير ( الإجابة عن الأسئلة )

ولمتابعة جديد شبكة بينونة للعلوم الشرعية تابعونا على:

الخميس، 7 يناير 2016

كشكول ١٢٠٤: انظروا من يتكلم عن إقامة الحد والتعزير بالإرهابيين؟!


انظروا من يتكلم عن إقامة الحد والتعزير بالإرهابيين؟!
ايران صاحبة تصدير الثورة.
ايران داعمة الارهاب في اليمن والعراق ولبنان وسوريا.
إيران التي لم تحفظ العهد والميثاق في حق السفراء في بلادها.
ايران التي تؤوي لديها اعضاء من القاعدة .
ايران التي تنشر الفوضى في كل الارجاء .
ايران التي قتلت اهل السنة وعلقتهم على الرافعات في صنيع لا يعلم ان احدا صنعه غيرها.
ايران هذه تستنكر إقامة الحد والتعزير بالارهابيين.
ايران هذه بكل قحة تتجلد غاية الجلادة وتدعي انها تستنكر الارهاب!
الا فلتعلموا ان ايران هي جهة المشرق ... التي منها الفتن واليها تعود ... والتي يخرج من جهتها الدجال... ويتبعه سبعون الفا من يهود اصبهان عليهم الطيالسة..

هل عرفتم من هي ايران !

كشكول ١٢٠٣: باب من أبواب الخير


باب من أبواب الخير ...
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ "( أخرجه البخاري في كتاب البيوع، بَابُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، حديث رقم (2078)، ومسلم في كتاب المساقاة باب فضل إنظار المعسر حديث رقم (1562).).
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ "، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ.
قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ "، ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ؟
قَالَ لَهُ: بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ"( أخرجه أحمد (38/ 153، تحت رقم 23046 الرسالة)، وصحح إسناده محققو المسند على شرط مسلم.).

قال وقلت ١١٩: غاية الدين ومقصده تحقيق العبودية لله


قال : جوهر الديمقراطية هو جوهر الدين، فإن الديمقراطية غايتها وجوهرها أن لا يتحكم بالأمة ديكتاتور ظالم يعتسف فيهم حياتهم في حكمه. وهذا هو جوهر ما يدعو إليه الدين وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فيجب الأخذ بالديمقراطية لتحقيق جوهر الدين!
قلت : غاية الدين ومقصده تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى، وإقامة الدين له سبحانه على أصلين :
= أن لا نعبد إلا الله.
= أن نعبد الله بما شرع.
وهذه حقيقة تختلف عن الديمقراطية التي جوهرها في الحقيقة حكم الشعب للشعب بالشعب!
وقضية إخراج الحاكم الديكتاتور الظالم، ليست جوهر الدين، يدل عليه النصوص المتكاثرة والإجماع على وجوب الصبر على جور الئمة الذين لم نر عليهم كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، فإن رأينا عليهم الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان فإن الخروج عليهم جائز بشرط أن لا يترتب عليه إراقة الدماء وجر الفساد والضرر على المسلمين، وإلا فإن الصبر هو المتعين!
هذا يدلك أن ما زعمته غاية الدين وجوهرة محض تخرص.

فلا محل لقاعدة ما لا يتم الواجب به إلا واجب.

كشكول ١٢٠٢: انظر ماذا يبقى من الدين إذا قيل بالتالي:


انظر ماذا يبقى من الدين إذا قيل بالتالي:
= لا عبرة بغير القطعيات.

= مراعاة مقاصد الشرع مقدمة على نصوصه!

خطر في بالي ٦١: الذين يدعون إلى احترام القطعيات دون غيرها



خطر في بالي:
الذين يدعون إلى احترام القطعيات دون غيرها؛ أنهم بهذا الكلام ينقضون أحكاماً شرعية ثابتة في القرآن هي على تقعيدهم ظنية وليست قطعية؛
فمثلاً تقطع يد السارق إذا ثبتت سرقته بشهادة عدلين .
يرجم الثيب الزاني بشهادة أربعة شهود.
تقطع رقبة الجاني المعتدي إذا ثبتت جنايته الموجبة للقتل بشهادة شاهدين.

فهل رأيت كيف أن هذه الأحكام كلها ظنية لأنها ثابتة بشهود لا يخرجون عن حد الظن، فشهادتهم على مصطلح هؤلاء الناس ظنية ليست قطعية!
وهذا معناه أن أغلب ما ثبت في الدين كذلك ظني، فالتمسك به غير متعين، ولذلك تعتبر قضية الالزام بالقطعي على أساس هذا الاصطلاح من أخطر ما يطرح في الساحة الدعوية اليوم ؛ وهذا يبين مقدار فقه وعمق نظرة أهل الحديث في تركيزهم على حديث الآحاد في أنه يوجب العلم والعمل وأن ذلك لا يقتصر على المتواتر، خلافاً للمعتزلة وأفراخهم من الحزبيين العقلانيين اليوم، والله الموفق!

تطبيق أصولي ١٠: لا يصار إلى تفسير اللفظ بالحقيقة اللغوية مع وجود الحقيقة الشرعية!


تطبيق أصولي :
لا يصار إلى تفسير اللفظ بالحقيقة اللغوية مع وجود الحقيقة الشرعية!
المراد بالفرج في ما ورد: "من مس فرجه فليتوضأ" .
قيل المراد : القبل من الرجل والمرأة.
وقيل : المراد القبل والدبر من المرأة والرجل. لأن الفرج يشمل القبل والدُّبر، وما جاء في رواية: "ذكره" من باب ذكر بعض أفراد العموم!
وتعقب بأنه نص على (الذكر) تغليباً لجانب الرجال، وإلا فإن النساء شقائق الرجال، وتسمية القُبُل فرجاً جاء في قوله تبارك وتعالى: {وَالّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} [المؤمنون:5]، فسمى ذكر الرجل فرجاً، بدليل سياق الآية. و لأن لفظ (فرجه) ليست عامة ذات أفراد حتى يكون (الذّكر) بعض أفرادها.
قال ابن حزم (ت 456هـ) رحمه الله: "أمّا إيجاب الشافعي الوضوء من مسّ الدبر؛ فهو خطأ لأن الدبر لا يسمى فرجاً. 
فإن قال: قسته على الذكر! 
قيل له: القياس عند القائلين به لا يكون إلا على علّة جامعة بين الحكمين، و لا علّة جامعة بين مسّ الذكر، ومسّ الدبر. 
فإن قال: كلاهما مخرج للنجاسة! 
قيل له: ليس كون الذكر مخرجاً للنجاسة هو علة انتقاض الوضوء من مسّه. ومِنْ قوله (أي قول الشافعي): إن مس النجاسة لا ينقض الوضوء فكيف مسّ مخرجها وبالله التوفيق"اهـ.
وفي المدونة (1/ 8ـ9).: "قلت: فهل ينتقض وضوءه إذا غسل دبره فمس الشرج؟
قال: قال مالك: لا ينتقض وضوءه من مس فرج و لا رفغ، و لا شيء مما هنالك، إلا من مس الذكر وحده بباطن الكف، فإن مسّه بظاهر الكف أو الذراع فلا ينتقض وضوءه.
قلت: فإن مسّه بباطن الأصابع؟
قال: أرى باطن الأصابع بمنزلة باطن الكف. قال: لأن مالكاً قال لي: إن باطن الأصابع وباطن الكف بمنزلة واحدة.
قال: وبلغني أن مالكاً قال في مسّ المرأة فرجها: إنه لا وضوء عليها"اهـ.

قلت : الذي يظهر أن المراد بالفرج هو القبل من الرجل والمرأة، بدليل ما جاء عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَّأْ" (حسن لغيره.أخرجه أحمد في المسند (2/ 223)، والدارقطني (مع التعليق المغني1/ 147)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 132). وفي سند أحمد بقية بن الوليد صدوق مدلس، وقد صرّح بالتحديث عند الدارقطني من طريق أحمد بن الفرج الحمصي عن بقية قال حدثني الزبيدي به بنحوه، لكن أحمد بن الفرج هذا ضعيف، وأشار البيهقي إلى أن الحديث له طرق عن عمرو بن شعيب، وعلى كل حال فالحديث يشهد له حديث بسرة بنت صفوان رضي الله عنها. وقد حسنه لغيره من جهة السند الألباني، وصححه من جهة المتن في إرواء الغليل (1/ 151 – 152).)