السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 25 أكتوبر 2014

كشكول ٦٠: غرور زهرة الجبل


نظرت زهرة إلى نفسها في سفح الجبل، أعجبتها ألوانها، وأطربها أريج عبيرها، وتراقصت وتمايلت، وغنت جذلاً، تشيد بنفسها؛ لم تشاهد من حولها إلا زهوراً كسيرة، وأعشاباً خضراء، لا تصل إلى قامتها، وجمالها وروعتها.
اغترت وتفاخرت وتباهت، وفجأة انحدرت من أعلى الجبل قطعة ثلجية من ثلوج الشتاء، التي انحسرت وذاب بعضها بسبب شمس الربيع، وترامت على سفح الجبل، وتدحرجت، لكن على خط واحد باتجه تلك الزهرة المغرورة؛ فاقتلعتها ومضت في سبيلها!

كشكول ٥٩: خذ مني يا طالب العلم


خذ مني يا طالب العلم... 

إذا حرصت في كل مسألة على أن تتعلم دليلها.

وأحسنت ظنك بالعلماء.

وحملت كلامهم على أحسن المحامل؛


فأنت إن شاء الله تفلح!

كشكول ٥٨: نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا



وقال المتنبي:

«أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ 

جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ 

مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ 

جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ

وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ 

وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا 

أبَني أبِينَا نَحْنُ أهْلُ مَنَازِلٍ أبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنْعَقُ

نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا

أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا 

من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ 

خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ 

فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ 

وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ

وَلَقَدْ بَكَيْتُ على الشَّبابِ وَلمّتي مُسْوَدّةٌ وَلِمَاءِ وَجْهي رَوْنَقُ

حَذَراً عَلَيْهِ قَبلَ يَوْمِ فِراقِهِ حتى لَكِدْتُ بمَاءِ جَفني أشرَقُ».

كشكول ٥٧: موقف الشيعي مع الشيخ بديع السندي في المسجد الحرام


ذكر لي: أن أحد الشيعة وقف على الشيخ بديع السندي في درسه في المسجد الحرام، فقال: «أنتم تترضون على أبي بكر عمر وهما خائنان؛ لأنهما أنقصا من المصحف سورة الولاية والآيات التي تثبت الولاية لعلي بن أبي طالب».

فقال الشيخ بديع: «هكذا سمعت (يعني منك) وعلي بن أبي طالب خائن مثلهما!». 

فقال الشيعي: «كيف تقول عن علي خائن وهما قد أخفيا آيات ولايته؟» 

فقال الشيخ بديع: «لأنه صار الخليفة بعدهما فلماذا لم يظهر ما أخفياه من القرآن؟ فإمّا أن يكون شريكا لهما في الخيانة، وإمّا أن لا يكون شيء مخفي من القرآن أصلاً!».


فأبلس الشيعي وذهب خائباً وأتم الشيخ درسه.

علمني ديني ٣٣: أن الزوج للمرأة باب من أبواب الجنة


علمني ديني:
أن الزوج للمرأة باب من أبواب الجنة، فلتنظر الزوجة محلها من زوجها. 

عن حصين بن محصن -رضي الله عنه- أن عمة له أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لها: «أذات زوج أنت؟». قالت: «نعم». قال: «فأين أنت منه؟». قالت: «ما آلوه إلا ما عجزت عنه». قال: «فكيف أنت له؛ فإنه جنتك ونارك». (رواه أحمد والنسائي قال المنذري: «بإسنادين جيدين» اهـ، والحاكم وقال: «صحيح الإسناد»، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة تحت رقم (٢٦١٢).).

أخرج أحمد في (المسند): (19025)، والحاكم في المستدرك (2/ 189) وصححه، وقال الأنؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه عند تخريج الحديث رقم: (1854): (إسناده حسن)اهـ، عن حصين بن محصن، عن عمَّةٍ له أتت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أذات زوج أنت؟». 
قالت: «نعم».
قال: «كيف أنتِ له؟»
قالت: «ما آلوه إلا ما عجزتُ عنه».

قال: «فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتُك ونارُك».

علمني ديني ٣٢: أن حرية التعبير عن الرأي مرهونة بأن أتحقق أن ما أقوله خير


علمني ديني:
أن حرية التعبير عن الرأي مرهونة بأن أتحقق أن ما أقوله خير.

قال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

علمني ديني ٣١: أن لا أنازع الأمر أهله



علمني ديني:
أن لا أنازع الأمر أهله، فمن تولى علينا فهو في محل الأمانة، وفي محل الثقة. 
وليس في ذلك ضعف بل قوة. 

عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا: «أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-». قَالَ: «دَعَانَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ: فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ». (أخرجه البخاري في (كتاب الفتن)، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «سترون...»، حديث رقم (٧٠٥٦)، ومسلم في (كتاب الإمارة)، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، حديث رقم (١٧٠٩)).
فالحديث يقرر أن الأصل في الحاكم المسلم الحكم بإسلامه، وأن لا ينقل عن ذلك إلا بيقين، وأن يسمع له ويطاع فهو محل ثقة المسلمين. 

وهذا من أسباب قوة جماعة المسلمين ووحدة الصف.

علمني ديني ٣٠: أن لا أحد مهما بلغت قوته وقدرته وسلطته يستطيع أن يوصل إليّ خيراً أو شراً إلا بعد مشيئة الله وإرادته



علمني ديني:
أن لا أحد مهما بلغت قوته وقدرته وسلطته يستطيع أن يوصل إليّ خيراً أو شراً إلا بعد مشيئة الله وإرادته. فكن مع الله يكن معك.

أخرج أحمد (١٨/٥، تحت رقم: ٢٨٠٣ الرسالة) واللفظ له، والترمذي تحت رقم ( ٢٥١٦) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: «يَا غُلامُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟»، فَقُلْتُ: «بَلَى». فَقَالَ: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».». قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» اهـ، وصححه الألباني وصحح إسناده محققو المسند.

علمني ديني ٢٩: أن لا أكون إمّعة


علمني ديني:
أن لا أكون إمعة، كما يفعل الناس أفعل، بدون أن أتوخى الحسن والطيب، وأتجنب الخبيث السيئ.
في ((الإبانة الكبرى لابن بطة)، (١٩٤/١)): قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود -رضي الله عنه-: «لَيُوَطِّنَنَّ الْمَرْءُ نَفْسَهُ عَلَى أَنَّهُ إِنْ كَفَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا لَمْ يَكْفُرْ، وَلَا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ إِمَّعَةً»، قِيلَ: وَمَا الْإِمَّعَةُ؟ قَالَ: «الَّذِي يَقُولُ: أَنَا مَعَ النَّاسِ إِنَّهُ لَا إِسْوَةَ فِي الشَّرِّ».


وروي مرفوعًا ولا يصح: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا، فَلا تَظْلِمُوا».

علمني ديني ٢٨: أن الله إذا أحب عبداً وضع محبته في قلوب عباده


علمني ديني:
أن الله إذا أحب عبداً وضع محبته في قلوب عباده.

قال مَالِكٍ -رحمه الله-: عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 

«إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ، قَالَ لِجِبْرِيلَ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا، فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ الْعَبْدَ».


قَالَ مَالِكٌ: «لَا أَحْسِبُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ».

علمني ديني ٢٧: أن المكسب الحقيقي والربح الكبير هو ما كان لله


علمني ديني:
أن المكسب الحقيقي والربح الكبير هو ما كان لله، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

علمني ديني ٢٦: أن لزوم السنة نجاة


علمني ديني:
أن لزوم السنة نجاة، وأنها مثل سفينة نوح من ركبها نجا وسلم، ومن لم يركبها غرق... وأن الفتن سببها ترك الاعتصام بالكتاب والسنة.

سؤال وجواب ٢٢: كيف يحكم على الحديث أنه صحيح لغيره؟


سؤال: «كيف يحكم على الحديث أنه صحيح لغيره؟»

الجواب:
يحكم أولاً بثبوت الحديث اتفاقاً إذا تحققت فيه شروط القبول وهي التالية:
- سماع كل راوي ممن يليه وهو شرط الاتصال.
- العدالة الدينية في الراوي.
- ضبط الراوي.
- السلامة من الشذوذ.
- السلامة من العلة.
فإذا تحققت هذه الشروط بأعلى مستوياتها فالحديث في أعلى درجات الصحة. وينزل عن ذلك كلما نزل مستوى وجود وتحقق كل وصف منها، والمعيار الواضح في ذلك هو حال الراوي؛ فالراوي الذي يوصف بالثقة وما فوق مرتبته في تحقق العدالة الدينية والضبط هو شرط الصحيح، وما نزل عن الثقة وهو مرتبة الصدوق وما تحتها بمرتبة فهو شرط الحسن لذاته.
ويكتسب الحديث بتعدد الطرق من القوة ما لا توجد فيه بدونها، فيرتقي الحسن لذاته إذا تعددت طرقه إلى الصحيح لغيره. والضعيف يسير الضعف إلى درجة الحسن لغيره.
والله أعلم.