السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

قواعد في تعبير الرؤيا ١٤


من قواعد تعبير الرؤيا 14
القاعدة الثالثة عشرة
قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (يوسف:6).
فيه أن تعبير الرؤيا يحصل بهبة من الله، فلا يحصل لأي أحد، وهذا القواعد مساعدة ومعينة للاسترشاد بها، حتى تتكون الملكة بإذن الله. وإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم.
وتتشذب الموهبة وتقوى بهذه القواعد .
وما يستفاد من كون الرؤيا جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة، أنه لا يفسرها بغير علم كما لا يتكلم في معاني الوحي من غير علم.
ويستفاد أنه يجري في استنباط المعاني من الرؤيا كما يجري في الوحي، فتجد المعبر يستدل لتفسيره بالقرآن والسنة والقياس .
وقد ذكر أن بعض من يعبر الرؤى فقال: "علمت في نفسي تفسير الرؤى وأنا صغير، كنت إذا سمعت الرؤيا يأتي في نفسي تفسيرها، بدون أن أعلم كيف جاء ذلك" . وهذه الموهبة التي يضعها الله عزوجل في الشخص، ويمكن أن يتعلم الإنسان قواعد التعبير حتى تكون لديه ملكة قوية في ذلك تقارب الموهبة.
قال الباجي رحمه الله في المنتقى شرح الموطإ (7/ 277): "وَلَا يُعَبِّرُ الرُّؤْيَا إلَّا مَنْ يُحْسِنُهَا، وَأَمَّا مَنْ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ وَلَا يُحْسِنُهَا فَلْيَتْرُكْ، وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ رَجُلٍ يُعَبِّرُ الرُّؤْيَا لِكُلِّ أَحَدٍ قَالَ: أَبِالنُّبُوَّةِ يَلْعَبُ قِيلَ لَهُ أَفَيُعَبِّرُهَا عَلَى الْخَيْرِ وَهِيَ عِنْدَهُ عَلَى الشَّرِّ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إنَّ الرُّؤْيَا عَلَى مَا أُوِّلَتْ فَقَالَ: لَا إنَّ الرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ أَفَيَتَلَاعَبُ بِأَمْرٍ مِنْ أُمُورِ النُّبُوَّةِ.

وَقَدْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي رُؤْيَا عَائِشَةَ لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا وَاحِدٌ مِنْ أَقْمَارِك وَهُوَ خَيْرُهُمْ وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَوَّلًا وَإِنَّمَا يَنْبَغِي لِلْعَابِرِ إنْ رَأَى خَيْرًا أَنْ يَذْكُرَهُ وَإِنْ رَأَى مَكْرُوهًا قَالَ: خَيْرًا أَوْ صَمَتَ وَقَالَ: جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَعْنَى قَوْلِهِ خَيْرًا أَنْ يَقُولَ خَيْرًا لَنَا وَشَرًّا لِعَدُوِّنَا"اهـ.