﴿قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾
قال ذلك الأخوة أصحاب الجنة، لما نزل بجنتهم المحق بسبب عزمهم على أن لا يعطوا من حصاد مزرعتهم شيئا للمساكين، ﴿فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ{23} أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ{24} وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾، فلم يصبروا، ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ{19} فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾.
وقال هذه الكلمة يونس صلى الله عليه وسلم لما التقمه الحوت، ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الأنبياء:87)،
أما أصحاب الجنة، فقالوا: ﴿عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ﴾، وجاء في الأثر أن الله أبدلهم لما تابوا وقالوا ذلك بجنتهم جنة غيرها خيراً منها.
وأما نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام، فقال تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ{139} إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ{140} فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ{141} فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ{142} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ{143} لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{144} فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ{145} وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ{146} وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ{147} فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ{148}﴾ (الصافات:139 -148).
فهذه مناسبة ذكر يونس مع اصحاب الجنة، في سورة ﴿ن﴾، أنهم جميعاً قالوا هذه الكلمة (لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين [إني كنت من الظالمين]).
فهي كلمة تخرج المسلم من الهم والضيق والحزن، إذا ما كرر قولها، ويأتيه بعدها الفرج بإذن الله!