سؤال: «لماذا قلنا: أن ذكر اسم الله على الوضوء واجب، مع أن صيغة الحديث الذي استدللنا به تدل على الركنية أو الشرطية: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»؟».
الجواب:
لأن القرينة الصارفة للحديث أنزلته عن معنى الشرطية التي لا يصح إلا بها إلى المرتبة التي تليها وهي الوجوب.
والقرينة هي اتفاقهم على أن التسمية في الوضوء ليست بركن ولا شرط فيه؛ لأنها لم ترد في آية الوضوء قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. (المائدة: 6).
ومعلوم أن الواجب يعذر بتركه جهلاً ونسياناً، ولا يعذر بتركه عمداً، بخلاف الشرط فإنه لا يعذر بتركه على الأحوال كلها، فمن تركه بطل وضوؤه، والله أعلم.