دردشة ... عن تفجيرات باريس
الاعتداء على الكفار الذين بيننا وبينهم عهد لا يسوغ شرعاً، {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}. (الإسراء: 34).
ونقض العهد هو خلاف شرع الله تعالى؛ والذين ينقضون العهد يسلط الله عليهم عدوهم!
والمشكلة في أن بعض الناس يتكلم عن الموضوع بطريقة تشعر منها أنه يهون من أمر الإنكار على الذين ينقضون العهد، بأن يذكر بأفاعيل الكفار في المسلمين، وما أوصلوه إليهم من أذى، فهؤلاء لا يستحقون منا الانزعاج لما حصل فيهم، ولا الحزن على المسلمين في تلك البلاد وما سيصيبهم من جراء مثل هذا الفعل! بل وما قد يصيب المسلمين من جراء هذا الفعل من أذى!
والله -جل وعلا- الذي شرع الحفاظ على العهد وأمر به، أعلم بحال هؤلاء، وهذا شرعه والله أغير أن تنتهك محارمه.
فمن الذي يتباكى على أذى الكفار للمسلمين في قضية الحفاظ على العهد والله سبحانه هو الذي شرع العهد والصلح معهم؟!
الله -جل وعلا- هو الذي شرع لنا الصلح معهم مع كونهم حربيين، إذا كان في الصلح مصلحة لنا، وهو الأحظ للمسلمين، فقد بلغ أذى قريش للمسلمين قبل الهجرة مبلغاً عظيماً، حتى هاجر المسلمون الهجرة الأولى إلى الحبشة!
ولم ينته أذى قريش بل استمروا في إيقاع الأذى بالمستضعفين الذين لم يستطيعوا الهجرة إلى المدينة.
ووقع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع هذا عقد صلح الحديبية مع قريش، بل وهو يمضي هذا العقد جاء أبو جندل يرسف في قيوده من التعذيب يطلب أن يأخذه الرسول -صلى الله عليه وسلم- معه، فلم يتمكن من ذلك -عليه الصلاة والسلام-، ومع هذا أمضى الصلح!
فالتباكي على ما حصل للمسلمين ليس هذا محله، لما تنتهك شريعة الله بنقض العهد والميثاق الذي يجر الأذى والمشاكل للمسلمين في فرنسا وفي غيرها من البلاد إلا أن يشاء الله!
ولم يكتف بهذا بل شنع على من يستنكر بشدة على الذين قاموا بهذا الفعل المخالف لشرع الله، والذي له أبعاد خطيرة الله يلم المسلمين من شرها.
ثم ختم بأنه يقول مثل ما يقول رئيس الأمم المتحدة: نستنكر هذا الفعل، والسلام!
والحمد لله أنه انتهى إلى تقرير خطأ الفعل واستنكاره ولو بمثل هذه العبارة!
وواقع المقال يوحي بخلاف ما انتهى كاتبه إليه من الاستنكار، بل ويوحي بأنها قيلت على سبيل السخرية والاستهزاء!
والخطورة هنا ... أثر مثل هذا المقال على قارئه كيف يكون؟
والله المستعان وعليه التكلان.