قال : هذه طائفية، وينبغي أن نسعى إلى جمع المسلمين ووحدتهم، وعدونا معروف وهو اليهود.
قلت: ذكر الفرق المبتدعة والتحذير منها ليس من الطائفية، وذكري للروافض والتحذير منهم، وأن علماء أهل السنة حكموا بكفرهم، هذا ليس من الطائفية، ألا ترى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر فرق التفرق والاختلاف وحذر منهم، فقال: "وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة" وفي رواية قال: "ما أنا عليه واصحابي". وجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "القدرية مجوس هذه الأمة"، وجاء عنه : "الخوارج كلاب أهل النار".
فذكر أهل البدع والتحذير منهم ليس من الطائفية، و ليس من باب تفريق المسلمين، إنما من باب اتباع السنة في التحذير من أهل البدع، وفي الرافضة هو من باب التحذير من أهل البدع المكفرة.
ومما تقدّم تعلم أن أعداء المسلمين ليسوا فقط هم اليهود، بل كل أصحاب البدع والاختلاف، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحذر منهم، فقال كما جاء في حديث أبي نجيح العرباض بن سارية: "من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور".