يقولون : الواحد إذا كبر في السن يحب يتكلم عن ذكرياته الماضية ... فهذا المنشور منها ... سواليف ...1
وانتقلت إلى القسم الأدبي
لما نجحت من الصف الأول ثانوي، كان أمامي تخصصان، الأول التخصص العلمي، والثاني التخصص الأدبي.
وما كانوا يقبلون في التخصص العلمي إلا الطالب الذي يؤهله معدله في المواد العلمية له، وكان معدلي يؤهلني للدراسة العلمية؛
فقد نلت شهادة التميز في الكيمياء والأحياء .
وكنت أتقن الرياضايات الحديثة.
وأحب الفيزياء، وأتميز فيها.
فدخلت القسم العلمي.
لكن حصل في نهاية السنة الأولى أن حبب الله إلي العلوم الشرعية، فكنت أقرا وأقرا وأبحث، فلمّا بدأت الدراسة في القسم العلمي وجدتني اشتغل أغلب الوقت في التحضير وحل الواجبات و لا يتسنى لي اشباع نهمي من القراءة والبحث.
فكلمت والدي أن ينقلني إلى المعهد العلمي الشرعي الذي ترعاه جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله، فجاء والدي وأخذني أثناء اليوم الدراسي مستأذنا من المدير وذهبت إلى المعهد العلمي ودخلنا أنا وابي رحمه الله إلى مكتب الوكيل.
فتكلمت وقلت أريد أن أنقل من الثانوية العامة إليكم، وأنا في الصف الثاني، فقال مامعناه : لا توجد مشكلة إن شاء الله، لكن لا تصرف لك المكافأة إلا بعد اشهر، وقد تمضي السنة بدون أن تصرف لك مكافأة!
فقلت: لماذا ؟ أنا طالب ممتاز في دراستي، لماذا لا تصرف لي المكافأة؟
فقال: هذا الذي يحصل، تصرف لمن هم أصلاً في المعهد أما الذي ينتقل إليه قد تتأخر أو لا تصرف!
فقلت: خلاص شكراً .. وقام أبي وأرجعني رحمه الله إلى المدرسة .
لم يتدخل أبي بشيء وترك الأمر على مسؤوليتي.
كانت وجهة نظري : أني أريد الدراسة الشرعية، وأريد المكافأة لشراء الكتب وتغطية نهمي في ذلك! فرفضت أن انتقل دون ضمان صرف المكافأة!
رجعت إلى مدرستي الثانوية ... وعزمت على الانتقال من القسم العلمي إلى القسم الأدبي ...
أتذكر حزن الاساتذة في القسم العلمي وتحسرهم على انتقالي.
وأتذكر فرحة بعض الأخوة بي في القسم الأدبي معهم ممن كنت معهم في الصف الأول.
والحمد لله على توفيقه.