السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

علمني ديني ٨٥: أن الأعمال الصالحة تكون حماية للإنسان من الفتن


علمني ديني:

أن الأعمال الصالحة تكون حماية للإنسان من الفتن؛
لأنها تقوي إيمانه.
وتزيد في ثباته.
ولأن الله جل وعلا لا يخيب من أقبل عليه ولزم عبادته وطاعته. 
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لابن عباس -رضي الله عنهما- حين كان غلاماً في وصيته المشهورة: «تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ». (رواه أحمد وغيره). 
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا». (أخرجه مسلم تحت رقم (118).).
وأخرج البخاري تحت رقم: (6502) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ».

وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في كتابه (جامع العلوم والحكم) (ص424 على الحديث رقم:19): «وفي الجملة: فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه، عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته»اهـ.

وقال ابن عثيمين -رحمه الله- في (شرح رياض الصالحين)(1/105) عن الفتن إذا لاقت إيماناً ضعيفاً: «وذلك لأنها فتن قوية ترد على إيمان ضعيف أضعفته المعاصي وأنهكته الشهوات، فلا يجد مقاومة لتلك الفتن ولا مدافعة، فتفتك به فتكاً، وتمزقه كما يمزق السهم رميته»اهـ. 

وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مزيد ترغيب لأمته في الإكثار من العبادات أزمنة الفتن، وبين لهم عظم الأجر على فعلها، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ». (أخرجه مسلم في (صحيحه) تحت رقم: (2948).).

الهرج: الفتنة، واختلاط أمور الناس.