من مشكلات تفسير كلمات القرآن
أن الكلمة القرآنية يكون لها معاني، وكل هذه المعاني مرادة، فيأتي صاحب الكتاب أو المفسر ويقتصر من معانيها على معنى واحد فيذكره، ويكون معنى الكلمة شامل لجملة من الأمور.
فمثلا ً :
لا ينبغي أن تفسر كلمة (لاريب) بــ (لا شك) فقط، لأن (الريب): شك واضطراب وعدم استقرار وعدم طمأنينة وعدم هدوء، فهو اضطراب وحركة، هذا هو الريب، فلما نفاه الله عن القرآن قال: ﴿لا ريب فيه﴾، فجاءت نكره في سياق النفي، لتعم كل ذلك، فالريب يشمل جميع هذه المعاني ، وبعض المفسرين يقتصر على بعض المعاني فيقول: ﴿لا ريب﴾ بمعنى (لا شك) ، والواقع أن قوله تعالى: ﴿لا ريب﴾ يشمل هذا المعنى، وغيره فـ ﴿لاريب﴾: لا قلق ولا تردد في قبول معانيه إذا ما استقرت في النفس وعلمها الإنسان على الحقيقة وزالت موانع القبول؛ فإن هذا معنى وهذا معنى ، وكل هذه المعاني مرادة وهي داخلة في معنى الريب ، فمن فسره بالشك فسر جانبا من معاني هذه اللفظة، فإذا أردت التفسير على التحقيق : اجمع هذه المعاني كلها.
وهذا يبين خطورة الترجمة، وكيف أن القرآن لا يمكن ترجمة معانيه ترجمة كاملة،
وأن الترادف يذهب ببهجة القرآن.
ويبين مشكلة من مشاكل كتب تفسير كلمات القرآن.
ويوضح أهمية أن ينبه المفسر أنه إنما يفسر بحسب الطاقة البشرية، ويذكر ما تيسر له، أو اهم معاني الكلمات، ونحو ذلك من العبارات.
والله المستعان.