جاءتني على الواتساب
البشاشة من أنوار القلب
البَشَاشَة لغة : هي طلاقة الوجه، وقد بَشِشْت به، أَبَشُّ بَشَاشَةً، ورجل هَشٌّ بَشٌّ، أي طَلْق الوجه طيب (الصحاح 1/44)
البَشَاشَة اصطلاحا هي: طلاقة الوجه، مع الفرح، والتَّبسُّم، وحسن الإقبال، واللُّطف في المسألة ( الترغيب و الترهيب 1/73)
وردت أحاديث من السُّنَّة النَّبويَّة، تحثُّ على البَشَاشَة وطلاقة الوجه، ومن هذه الأحاديث:
- عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، قال: قال لي النَّبي صلى الله عليه وسلم:(لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق) رواه مسلم
- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق) رواه الترمذي و صححه الألباني
و المراد بقوله " بوجه طلق " : أي بوجه ضاحك مستبشر، وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن، ودفع الإيحاش عنه، وجبر خاطره، وبذلك يحصل التَّأليف المطلوب بين المؤمنين) (دليل الفالحين 2/356)
ومن الخطأ اعتبار البشاشه منافيه للورع والتقوى فقد عدها الرسول صلى الله عليه وسلم من جملة أفراد المعروف الذي يثاب عليه ..
بل قدمه بالذكر على بقيت أبواب الصدقات كما في قوله :
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرَّجل في أرض الضَّلال لك صدقة، وبصرك للرَّجل الرَّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشَّوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) رواه الترمذي و صححه الألباني
قال ابن عيينة : " البَشَاشَة مصيدة المودَّة، و البِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن. وفيه رَدٌّ على العالم الذي يصَعِّر خدَّه للناس، كأنَّه معرض عنهم، وعلى العابد الذي يعبِّس وجهه ويقطِّب جبينه، كأنَّه منزَّهٌ عن النَّاس، مستقذر لهم، أو غضبان عليهم.
قال الغزالي : ولا يعلم المسكين أنَّ الورع ليس في الجبهة حتى يُقَطَّب، ولا في الوجه حتى يُعَفَّر، ولا في الخدِّ حتى يُصَعَّر، ولا في الظَّهر حتى ينحني، ولا في الذَّيل حتى يُضَمَّ، إنَّما الورع في القلب " فيض القدير(3/226)