قال لي: بالنسبة لقول بعض العلماء عن حلق اللحية أنه من أفعال المخنثين، هل نصف كل حليق اللحية بأنه مخنث؟
قلت: لا، إنما وصفهم بذلك بالنسبة للعرف في بلده وعنده، وهي كلمة قالها للزجر عن حلق اللحية فهو محرم اتفاقاً.
وانتبه الكلام في حلق اللحية بمعنى إزالتها واستئصالها من أصلها بالموسى، والله الموفق.
فائدة :
الإشارة في الكلام إلى ما جاء في حاشية ابن عابدين (2/ 418): " مطلب في الأخذ من اللحية .
قوله ( وأما الأخذ منها الخ ) بهذا وفق في الفتح بين ما مر وبين ما في الصحيحين عن ابن عمر عنه أحفوا الشوارب واعفوا اللحى ؛
قال: لأنه صح عن ابن عمر راوي هذا الحديث أنه كان يأخذ الفاضل عن القبضة فإن لم يحمل على النسخ كما هو أصلنا في عمل الراوي على خلاف مرويه مع أنه من غير الراوي وعن النبي يحمل الإعفاء على إعفائها عن أن يأخذ غالبها أو كلها كما هو فعل مجوس الأعاجم من حلق لحاهم .
ويؤيده ما في مسلم عن أبي هريرة عنه جزوا الشورب واعفوا اللحى خالفوا المجوس
فهذه الجملة واقعة موقع التعليل
وأما الأخذ منها وهي دون ذلك كما يفعله بعض ... ومخنثه الرجال فلم يبحه أحد. وَأَخْذُ كُلِّهَا فِعْلُ يَهُودِ الْهِنْدِ وَمَجُوسِ الْأَعَاجِمِ فَتْحٌ.اهـ ملخصا
