قسم المخطوطات في مكتبة الحرم
تكلمت مع الأستاذ عبدالله حكمي أمين مكتبة ثانوبة مكة رحمه الله، وأنا في الثانوية، وذكرت له المخطوطات، وكان معي أخ زميل اسمه (وائل خياط) إن لم تخني الذاكرة فإني لم أره ولم أسمع له خبراً منذ تلك السنة إلى اليوم.
فكتب لنا ورقة لأمين مكتبة الحرم بأن يسمح لنا بدخول قسم المخطوطات، وفعلاً ذهبنا إلى مكتبة الحرم وأعطينا المسؤول عنها وكان من آل المعلمي اليماني ، لعله من أقرباء الشيخ رحمهم الله جميعاً ، فرحب بنا واصطحبنا إلى قسم المخطوطات، وفتح لنا الباب وبين لنا طريقتها، وطلب منا أن نعيد كل شيء إلى مكانه.
وكانت هذه أول مرة في حياتي أشاهد المخطوطات الحقيقية، وألمسها بيدي.
وكان قد اشار إلينا بالنظر في المجامع ، لأن فيها رسائل كثيرة صغيرة، ومفيدة.
وفعلاً أخذت مجموعاً وجلست أقرا وأتأمل .
لم يكن لدي مع زميلي شيء مخصوص عن مخطوط معين، كل الذي لدينا نهم وفضول أن نتعرف على المخطوطات .
وأذكر أني أخذت مجموعاً فيه رسائل لرجل من اليمن يقال له الأهدل، وكان فيه إجابة عنم أسئلة وجهت إليه، ومن ضمنها سؤال عن المذهب الزيدي. ومدى قربه وبعده عن أهل السنة والجماعة! فقرر أنه من أقرب المذاهب إلى مذهب أهل السنة والجماعة وأن هناك تأثير لزيد بن علي رحمه الله في أبي حنيفة النعمان، وكلاماً لا اضبطه الآن.
الحاصل فأرجعنا كل شيء إلى محلة ، وكانت هذه تجربة فريدة علينا، أراد الأستاذ عبدالله الحكمي أن نتعرف على المخطوط وأن ندخل عالمها!
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ورحم الله القائمين على مكتبة الحرم فإنهم إلى اليوم يقدمون مساعداتهم وخدماتهم لرواد العلم وطلابه!