في مجلس الشريف نواف آل غالب وفقه الله (17)
أتابع مسائل الآية في السؤال الأول :
الرابعة : على القول بأن المراد بالأرض أرض الجنة، ما وجه تسمية أرض الجنة بذلك؟
والجواب : في لغة العرب السماء كل ما علاك وأظلك، والأرض ما استقر عليه قدمك. فالجنة أرض وسماء. والدليلُ على أنَّ في الآخرة سماء وأرضاً قوله تعالى : ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات﴾ (إبراهيم : 48).
الخامسة : ما معنى ميراثهم الجنة؟
والجواب : قال الشنقيطي رحمه الله في قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا﴾ (سورة مريم:63) : "الإشارة في قوله ﴿تلك﴾ إلى ما تقدم من قوله : ﴿فأولئك يَدْخُلُونَ الجنة وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ التي وَعَدَ الرحمن عِبَادَهُ بالغيب﴾ (مريم : 60-61) الآية . وقد بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يورث المتقين من عباده جنته . وقد بين هذا المعنى أيضاً في مواضع أخر ، كقوله تعالى : ﴿قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (المؤمنون : 1-2) إلى قوله : ﴿أولئك هُمُ الوارثون الذين يَرِثُونَ الفردوس هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (المؤمنون : 10-11)، وقوله : ﴿وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السماوات والأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (آل عمران : 133) الآيات ، وقوله تعالى : ﴿وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً﴾ (الزمر : 73) الآية، وقوله : ﴿ونودوا أَن تِلْكُمُ الجنة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف : 43)، إلى غير ذلك من الآيات .
ومعنى إيراثهم الجنة : الإنعام عليهم بالخلود فيها في أكمل نعيم وسرور .
قال الزمخشري في ( الكشاف ) : نورث أي نبقي عليه الجنة كما نبقي على الوارث مال الموروث، ولأن الأتقياء يلقون ربهم يوم القيامة قد انقضت أعمالهم، وثمرتها باقية وهي الجنة. فإذا أدخلهم الجنة فقد أورثهم من تقواهم كما يورث الوارث المال من المتوفى"اهـ . أضواء البيان (4/29). عند تفسير الآية : 63 من سورة مريم
والخلاصة : أن الآية جاء فيها ذكر ميراث الأرض في الجنة إمّا على سبيل تذكر ما تحقق من وعد الله في الدنيا والآخرة، فقد وعدهم الله أن يمكنهم من الأرض في الدنيا، وحصل وتحقق، ووعدهم دخول الجنة فهذا هو قد تحقق.
وإمّا أن المراد أرض الجنة، تحقق لهم دخولها التبوء فيها.
وبهذا يتم جواب السؤال الأول في الآية الكريمة قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (الزمر:74) .
والجواب : في لغة العرب السماء كل ما علاك وأظلك، والأرض ما استقر عليه قدمك. فالجنة أرض وسماء. والدليلُ على أنَّ في الآخرة سماء وأرضاً قوله تعالى : ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات﴾ (إبراهيم : 48).
الخامسة : ما معنى ميراثهم الجنة؟
والجواب : قال الشنقيطي رحمه الله في قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا﴾ (سورة مريم:63) : "الإشارة في قوله ﴿تلك﴾ إلى ما تقدم من قوله : ﴿فأولئك يَدْخُلُونَ الجنة وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ التي وَعَدَ الرحمن عِبَادَهُ بالغيب﴾ (مريم : 60-61) الآية . وقد بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يورث المتقين من عباده جنته . وقد بين هذا المعنى أيضاً في مواضع أخر ، كقوله تعالى : ﴿قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (المؤمنون : 1-2) إلى قوله : ﴿أولئك هُمُ الوارثون الذين يَرِثُونَ الفردوس هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (المؤمنون : 10-11)، وقوله : ﴿وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السماوات والأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (آل عمران : 133) الآيات ، وقوله تعالى : ﴿وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً﴾ (الزمر : 73) الآية، وقوله : ﴿ونودوا أَن تِلْكُمُ الجنة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف : 43)، إلى غير ذلك من الآيات .
ومعنى إيراثهم الجنة : الإنعام عليهم بالخلود فيها في أكمل نعيم وسرور .
قال الزمخشري في ( الكشاف ) : نورث أي نبقي عليه الجنة كما نبقي على الوارث مال الموروث، ولأن الأتقياء يلقون ربهم يوم القيامة قد انقضت أعمالهم، وثمرتها باقية وهي الجنة. فإذا أدخلهم الجنة فقد أورثهم من تقواهم كما يورث الوارث المال من المتوفى"اهـ . أضواء البيان (4/29). عند تفسير الآية : 63 من سورة مريم
والخلاصة : أن الآية جاء فيها ذكر ميراث الأرض في الجنة إمّا على سبيل تذكر ما تحقق من وعد الله في الدنيا والآخرة، فقد وعدهم الله أن يمكنهم من الأرض في الدنيا، وحصل وتحقق، ووعدهم دخول الجنة فهذا هو قد تحقق.
وإمّا أن المراد أرض الجنة، تحقق لهم دخولها التبوء فيها.
وبهذا يتم جواب السؤال الأول في الآية الكريمة قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (الزمر:74) .
وسأؤجل ذكر جواب الآية الثانية إلى مجالس أخرى إن شاء الله تعالى