مرت علي من زمن بعيد عبارة هي أشبه بالنظرية أو الفرضية في تعلم العلوم، أذكرنيها حديثي مع بعض من أعرفهم، حيث ذكرت له شيئاً عن الطبخ، فاستغرب قائلاً: تتكلم في الطبخ كذلك!
فتذكرت هذه القصة وبحثت عنها حتى وجدتها وتقوم على فرضية حاول أن يثبتها قائلها أن من أمعن النظر في علم سهل عليه غيره.
والقصة جاءت مرة منسوبة للكسائي ، ومرة منسوبة إلى الفراء والسائل واحد لم يختلف فيه!
ففي مرآة الجنان وعبرة اليقظان (2/ 31)
"قال الخطيب: كان محمد بن الحسن الفقيه ابن خالة الفراء،
فقال الفراء يوماً له، قل رجل أمعن النظر في باب من العلم، فأراد غيره، إلا سهل عليه،
فقال له محمد: يا أبا زكريا، قد أمعنت النظر في العربية، فنسألك في باب من الفقه؟
فقال: هات على بركة الله،
قال: ما تقول في رجل سها في السجود السهو؟
ففكر الفراء ساعة ثم قال: لا شيء عليه،
فقال له: ولم؟
فقال: لأن المصغر لا يصغر ثانياً، وإنما السجدتان تمام الصلاة، فليس للتمام تمام.
فقال محمد: ما ظننت آدمياً يلد مثلك.
قلت: وهذه الحكاية مذكورة في ترجمة الكسائي، وإنه هو صاحب هذا الجواب، والله تعالى أعلم."اهـ
وفي حياة الحيوان الكبرى (1/ 407)
"اجتمع الكسائي ومحمد بن الحسن الحنفي يوما في مجلس الرشيد .
فقال الكسائي: من تبحر في علم اهتدى لجميع العلوم.
فقال له محمد: ما تقول فيمن سها في سجود السهو هل يسجد مرة أخرى؟
قال: لا.
قال: لماذا؟
قال: لأن النحاة تقول: المصغر لا يصغر.
قال: فما تقول في تعليق العتق بالملك؟
قال: لا يصح.
قال: لم؟
قال: لأن السيل لا يسبق المطر"اهـ
أضع الفرضية أو النظرية بين أيديكم لأقرأ آراءكم في ذلك!