السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الاثنين، 26 يناير 2015

كشكول ٦٣٨: ما حكم الخروج على الحاكم الذي ظهر لنا كفره كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، وليس لدينا قدرة على مواجهته وإزاحته؟



ما حكم الخروج على الحاكم الذي ظهر لنا كفره كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان، وليس لدينا قدرة على مواجهته وإزاحته؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في منهاج السنة (3/390) في معرض كلامه عن ذلك ما يلي: «ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج عن الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة. فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته»اهـ.
قالَ العلامةُ الصَّالح مُحَمَّد بن صَالح بنُ عثيمينَ -رحمه الله تعالى-: «فإن لم يكن لدينا قدرةٌ [يعني على الحاكم الكافر]، فلا يجوزُ الخروجُ [عليه]؛
لأن هذا مِن إلْقاءِ النَّفْسِ في التَّهْلُكة!
أيُّ فائدةٍ [تعود] إذا خَرَجْنا عَلى هذا الوَلِيِّ الذي رأينا عنده كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان،
ونحن لا نَخْرُجُ إليه إلا بِسِكِّينِ المطبخ!، وهو معه الدبابات والرشاشات،
أيُّ فائدة؟!
لا فائدة!!،
ومعنى هذا: أننا ما خَرَجْنا إلا لِنَقْتُـلَ أنْفُسَنا!»اهـ. [(شرح رياض الصالحين)، (2/ 423)].