واعلم أن هذا السبيل الذي يمشي فيه هؤلاء باتجاهاته المتعددة كلها يمشي على طريقة سلكها أهل الباطل قبلهم، وقد تكفل أهل العلم أهل السنة أتباع السلف الصالح بالرد عليهم؛
فقد ذكر ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة أن الجهمية سلكوا في تقرير مذهبهم مسالك لهم فيها أربعة طواغيت؛ وهي:
الطاغوت الأول: قَوْلُهُمْ: إِنَّ الْأَدِلَّةَ اللَّفْظِيَّةَ لَا تُفِيدُ الْيَقِينَ.
الطاغوت الثاني: قوْلُهُمْ: إِذَا تَعَارَضَ الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ وَجَبَ تَقْدِيمُ الْعَقْلِ.
الطاغوت الثالث: طاغُوتُ الْمَجَازِ.
الطاغوت الرابع: قولهم إن أخبار رسول الله الصحيحة لا تفيد العلم وغايتها أن تفيد الظن.
وهذه الطواغيت كسرها وردها في كتابه الفذ الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة. وفيه رد على كل الاتجاهات المعاصرة في القراءة العصرية للقرآن العظيم.