دلائل نبوة أو إعجاز؟!
(المعجزة) اسم فاعل من (الإعجاز) و مادة العين والجيم والزاء، لها أصلان في اللغة :
أحدهما: الضعف. والآخر مؤخر الشيء.
والأصل الأول هو المقصود هنا، تقول: عجز عن الشيء يعجز عجزاً، فهو عاجز، أي: ضعيف.
ومن هذا قولهم: العجز نقيض الحزم؛ لأنه يضعف رأيه.
ومنه قولهم: المرء يعجز لا محالة. يقال: أعجزني فلان، إذا عجزت عن طلبه وإدراكه.
ويقال: لن يُعجز الله تعالى شيء، أي: لا يعجز الله تعالى عنه متى شاء، وفي القرآن الكريم: ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً﴾ (الجـن:12). وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ (العنكبوت:22).
وقل : عَجَز فلان عن كذا، و لا تقل : عَجِز؛ لأنه بالكسر للعجيزة إذا عظمت. وقيل بكسر الجيم لغة في معنى الضعف( ).
ومن هذا قولهم: العجز نقيض الحزم؛ لأنه يضعف رأيه.
ومنه قولهم: المرء يعجز لا محالة. يقال: أعجزني فلان، إذا عجزت عن طلبه وإدراكه.
ويقال: لن يُعجز الله تعالى شيء، أي: لا يعجز الله تعالى عنه متى شاء، وفي القرآن الكريم: ﴿وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً﴾ (الجـن:12). وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ (العنكبوت:22).
وقل : عَجَز فلان عن كذا، و لا تقل : عَجِز؛ لأنه بالكسر للعجيزة إذا عظمت. وقيل بكسر الجيم لغة في معنى الضعف( ).
تعريف المعجزة في اصطلاح المتكلمين:
عرف الشريف الجرجاني (ت816هـ) رحمه الله، المعجزة بأنها: "أمر خارق للعادة، داعية إلى الخير والسعادة، مقرونة بدعوى النبوة، قصد به إظهار صدق من أدّعى أنه رسول الله "اهـ( ).
تعريف المعجزة عند أهل الحديث :
لم يستعمل أهل الحديث لفظة (معجزة) إنما استعملوا لفظة (دلائل)، و (علامات)، و (آيات)، فتجد البخاري (ت256هـ) رحمه الله يعقد في كتابه الجامع الصحيح (باب علامات النبوة في الإسلام)( )، وفي سنن الترمذي (ت279هـ) رحمه الله (باب في آيات إثبات نبوة النبي ).
وقد أفرد علماء الحديث هذا النوع من الحديث بمصنفات، سميت كتب "دلائل النبوة"،
من ذلك دلائل النبوة للفريابي (ت301هـ)( )،
ودلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ت430هـ)( )،
و دلائل النبوة للبيهقي (ت458هـ)( ).
ويلاحظ الأمور التالي :
1- أن تسمية هذا النوع بالمعجزة لم ترد في نصوص الشرع، إنما الذي ورد هو تسميته بالآية جمعها آيات وفي معناها العلامة جمعها علامات.
2- أن ما اشترطه المتكلمون من كون المعجزة متحدى بها فيه نظر( )؛ إذ يخرج جملة من ما تضمنته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مما لم يقع فيه التحدي، مع تضمنه لأمور هي من آيات صدقه ودلائل نبوته عليه الصلاة والسلام.
3- وكذا ما اشترطوه من كونها أمراً خارقاً للعادة مقرونة بالتحدي ودعوى النبوة؛ فإن هذا إنما هو من باب الوصف الكاشف، فلا مفهوم له لا طرداً ولا عكساً.