خفت حركة طرح الشبهات؛ لأنها آلت إلى اجترار شبه قديمة، قد رد عليها وأبطلت، ولم يعد فيها أي محل لما يراد بها!
وبدأ تمرير طريقة جديدة لصرف الناس عن دينهم!
ما هي هذه الطريقة؟
القراءة الجديدة لتفسير نصوص القرآن الكريم؛
فمرة بالهرمونطيقيا ،
ومرة بالتفكيكية ،
ومرة بالألسنية أو الأنسنية.
ومرة بأن أصل العربية هو الآرمية السريانية!
والهدف المقصود في النهاية فصل المسلم عن العمل بالقرآن الكريم وفق ما علمنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم وبلغنا إياه صحابته الكرام .
وليعلم أن أخطر مسألة أصلية في الإسلام هي مسألة (تفسير الدين) أو بعبارة أخرى تحديد (مصدر التلقي) ، وهي الفاصل الأساس بين أهل السنة وغيرهم من الفرق والجماعات والمذاهب الباطلة .
فالدين عند أهل السنة والجماعة يقوم على أساس :
القرآن والسنة.
وفهم الدين وتفسيره يكون بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وهذا معنى ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم : "وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. قيل من هي يا رسول الله؟ قال : الجماعة" وفي رواية قال: "ما أنا عليه ,اصحابي".
وهذا الحديث فيه إشارة إلى أن الفرقان بين الفرق والجماعات والأحزاب هي مسألة : مصدر التلقي أو تفسير الدين.
فالكل يدعي القرآن، وينفرد عن غيره بمصدر التلقي ؛
فالشيعة يقتصرون في مصدر التلقي وتفسير الدين على آل البيت. والاثنى عشرية والإمامية على بعضهم، أما الصفوية اليوم فعلى ولاية الفقيه!
أما الصوفية فمصدر التلقي وتفسير الدين مبناه على حدثني قلبي عن ربي، ومبناه على المكاشفات والإشراقات والأحوال والجذب والفناء.
وأما المعتزلة مصدر التلقي عندهم هو اللغة والعقل.
أما أهل السنة والجماعة فمصدر التلقي وتفسير الدين هو ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة في فهمه وتفسيره!
فالدعوة إلى قراءة القرآن وفهمه على أساس انفراد القارئ بالنص يفهمه بحسب موروثه الثقافي ولغته وحاله، بدون رجوع إلى الوارد عن السلف ، هي في حقيقتها دعوة للخروج عن ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
وكذا الدعوة إلى فهم القرآن باعتبار معاني ألفاظه في السيريانية الآرمية هي في حقيتها دعوة لنبذ وترك ما ورد في تفسير القرآن العظيم عن السلف الصالح!
والمقصود : أن مصدر التلقي وتفسير الدين هو الفرقان بين الفرق!
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه