سؤال :
طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين، فلو أمرها بعدم زيارتهما مطلقًا تطيعه؟
الجواب :
طاعة الزوج مقدمة بمعنى أنها تصير عنده في البيت فلا تخرج و لا تدخل إلا بإذنه ، وتهتم بشؤونه وترعاها.
وليس معنى ذلك أن تقدم طاعته حتى لو أمرها بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق! فلو أمرها بقطيعة والديها وأخوانها فهذا من قطع صلة الرحم فهو أمر بمعصية إذا لم يكن له ما يسوغه فإن طاعته فيه لا تجوز.
وإذا كان الحال أن الزوج يرى أن في ذهابها إليهما إفساد لها، فإنه يوضح الأمر لزوجه، ويتفاهم معها في تحصيل لمقصود بدون قطيعة لصلة الرحم.
وتأمل قول الله تبارك وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) سورة لقمان.
كيف أن الله أمر الولد بمصاحبة أبويه بمعروف وإن كانا يأمرانه بالكفر، فكيف ينهى الزوج زوجته عن مواصلة والديها لمجرد ظنه أنهما يخربانها عليه؟!
فليتق الأزواج الله جل وعلا في تعاملهما مع الزوجة، وليعلم أن صلة الرحم مما أمر الله بحفظه ورعايته، والله يصل من وصلها، ويقطع من قطعها، وهي تعود بالبركة والخير على بيته وزوجه وولده وذريته بإذن الله تعالى.
والله الموفق.