سؤال:
«إذا اختلف عالمان في تجريح بين تبديع وتحذير، فما هو الضابط لمعرفة أن المجرح خرج من التحذير إلى التبديع؟ وكيف يكون موقف السلفي مع إخوانه الذين اختاروا أحدًا؟».
الجواب:
ذكر في السؤال لفظ (التجريح) و(التبديع) و(التحذير).
والتجريح من الجرح، ومعناه: وصف الرجل بطعن في عدالته
الدينية أو الضبط، فليس كل تجريح تبديع. وكل تبديع جرح.
والتبديع: وصف الرجل ببدعة، وهو على أحوال؛
- تارة يوصف قوله أو فعله بأنه بدعة، ويقال عنه حينئذ: صاحب بدعة، وما جاء به بدعة، وما صدر منه بدعة.
- وتارة يوصف هو بعينه بالبدعة، فيقال عنه أنه مبتدع، وذلك حينما تقام عليه الحجة، ويعاند ويتبع هواه ولا يرجع إلى الحق. فهو من أهل الأهواء والبدع.
والتحذير: أن يحذر من شخص، لمسألة أو قضية، أو أسلوب أو فكرة، ولا يلزم أن يكون مبتدعاً مجروحاً.
فقد يحذر من لين فلان،
أو شدته.
أو يحذر من تسرعه،
أو نحو ذلك،
وقد يحذر من أخذ كلامه بإطلاق؛ لكثرة الإطلاق في عبارته وكلامه،
وقد يكون التحذير من بدعته أو ضلاله.
وطالب العلم لابد أن يرجع إلى العالم أو إلى من هم أعلم منه بالمراد، ليقف على حقيقة الحال.
واختلاف العلماء في ذلك قد يحصل، بحسب ما علمه العالم من حال الشخص، وما ينكشف له من أموره، وهي قضية يتفاوت الناس في العلم بها.
ولذلك نصيحتي للسائل؛
- أن يرجع إلى العالم الذي صدر منه الكلام ويتثبت منه دائماً، وهذه أقرب طريقة لرفع الخلاف في هذه المسائل.
- وأن يوطن طالب العلم نفسه للتبعية لأهل العلم في هذه الأمور، فهذا أسلم،
ولا يستعجل بمفرده اتخاذ المواقف.
ويترك ذلك للعلماء بحسب ما يوجهون إليه.
أسأل الله التوفيق والسداد للجميع.