لفت نظري:
ما قرأته من تصريح مستشار خامنئي: أن حدود إيران تمتد إلى البحر الأبيض المتوسط... وهذا التصريح المقلق حقيقة، لا يخيف إن شاء الله تعالى؛ لأننا نعلم أنه لن تكون هناك أمبرطورية فارسية يكون على رأسها كسرى، ولا رومية يكون على رأسها قيصر، أخرج البخاري تحت رقم: (3027)، ومسلم تحت رقم: (1740، 2918)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لاَ يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرٌ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ قَيْصَرٌ بَعْدَهُ، وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ». وفي رواية: «قَدْ مَاتَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ». قال النووي في شرحه على مسلم (18/ 42): «قال الشافعى وسائر العلماء: معناه: لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بِالشَّامِ كَمَا كَانَ فِي زَمَنِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَعَلَّمَنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِانْقِطَاعِ مُلْكِهِمَا فِي هَذَيْنِ الْإِقْلِيمَيْنِ؛ فَكَانَ كَمَا قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَمَّا كِسْرَى فَانْقَطَعَ مُلْكُهُ وَزَالَ بِالْكُلِّيَّةِ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ، وَتَمَزَّقَ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ وَاضْمَحَلَّ بِدَعْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَأَمَّا قَيْصَرُ فَانْهَزَمَ مِنَ الشَّامِ وَدَخَلَ أَقَاصِي بِلَادِهِ فَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ بِلَادَهُمَا وَاسْتَقَرَّتْ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، وَأَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا أَخْبَرَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهَذِهِ مُعْجِزَاتٌ ظَاهِرَةٌ»اهـ. لكن ليس معنى هذا الركون إلى الدعة، بل لابد من أخذ الأسباب والاحتياطات التي تكف شر هؤلاء عن الإسلام والمسلمين، من باب أعقلها وتوكل. ولن يسلط الله على المسلمين عدواً من غيرهم يستأصل شأفتهم.