خبايا الزوايا...
في كتب الفنون المتنوعة، يحصل أن مؤلف الكتاب يذكر مسألة في غير مظانها، فتعتبر هذه المسألة من خبايا الزوايا.
فتجد أحيانا في كتاب فقهي، يذكر مسألة تتعلق بالأطعمة والأشربة في كتاب الطهارة، فهذه المسألة وتلك جردها من كتاب الطهارة وسجل موضعها بالجزء والصفحة وأحفظها بمفردها، وكذا قد تجد في كتاب الصلاة مسائل تتعلق بالطهارة وبالملابس وبالآداب وغيرها، فجردها، حتى تنتهي من الكتاب فيصبح لديك خبايا زوايا هذا الكتاب الذي قرأته في الفقه.
يصلح أن تنشره على أنه كشافاً للمسائل المذكورة في هذا الكتاب في غير مظانها،
ويصلح أن يكون موضوعاً لبحث هذا المسائل وتتوسع فيها، بحيث أنك تقارن بين رأيه في المسألة في مظانها ورأيه في المسألة في غير مظانها، ووتعرضه بحسب الدليل.
وأعجب ذلك ما قد تجده في كتب الرجال من ذكر حكم إمام على راو في غير ترجمته، يورد أثناء ترجمة راو آخر!
وفي كشف الظنون:
«خبايا الزوايا في الفروع
لبدر الدين : محمد بن عبد الله الزركشي الشافعي
المتوفى : سنة 749 ، تسع وأربعين وسبعمائة
أوله : ( الحمد لله الذي لم تزل نعمته تتجدد . . . الخ )
ذكر فيه ما ذكره الرافعي في النووي (والنووي) في غير مظنتها من الأبواب فرد كل شكل إلى شكله وكل فرع إلى أصله،
واستدرك عليه الشريف عز الدين : حمزة بن أحمد الحسيني الدمشقي الشافعي
المتوفى : سنة 874 ، أربع وسبعين وثمانمائة
وسماه : ( بقايا الخبايا)
ولبدر الدين أبي السعادات : محمد بن محمد البلقيني
المتوفى : سنة 890 ، تسعين وثمانمائة حاشية عليه»اهـ.