جاءني في الواتساب:
ﻓﻮﺍﺯ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺿﺮﺏ ﺯﻳﺪ ﻋﻤﺮًﺍ؟!
ﻗﺼﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ
ﻗﺼﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻠﻮﻃﻲ:
«ﺃﺭﺍﺩ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؛ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺃﻧﺸﺄ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﺭﻭﺳﻬﺎ ﻋﻬﺪًﺍ ﻃﻮﻳﻼً؛ ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻣﺎ ﺳﺘﺮﺍﻩ.
ﺳﺄﻝ ﺷﻴﺨﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻨﺎﻩ ﻋﻤﺮﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺑﻪ
ﺯﻳﺪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻳﻘﺘﻠﻪ ﺗﻘﺘﻴﻼً ﻭﻳﺒﺮﺡ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ، ﻭﻫﻞ ﺑﻠﻎ ﻋﻤﺮﻭ ﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻳﻀﻌﻒ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﺿﺮﺏ ﺿﺎﺭﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ
ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ؟
ﺳﺄﻝ ﺷﻴﺨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺤﺮﻕ ﻏﻴﻈًﺎ ﻭﺣﻨﻘًﺎ ﻭﻳﻀﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ.
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ : «ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﺎﺭﺏ ﻭﻻ ﻣﻀﺮﻭﺏ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ». ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ، ﻭﺃﻛﺒﺮ
ﺃﻥ ﻳﻌﺠﺰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ؛ ﻓﻐﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺴﺠﻨﻪ، ﺛﻢ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﻮﻱ ﺁﺧﺮ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﻨﺤﻮ
ﺟﻮﺍﺑﻪ؛ ﻓﺴﺠﻨﻪ ﻛﺬﻟﻚ. ﺛﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻣﺘﻸﺕ
ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻭﺃﻗﻔﺮﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺌﻮﻣﺔ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ
ﻟﻪ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ،
ﺛﻢ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻮﻓﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻫﻢ ﻓﺤﻀﺮﻭﺍ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ
ﻭﺍﻟﺤﺬﻕ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
ﺃﻋﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﻌﻴﻨﻪ؛ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ: «ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻨﺎﻫﺎ ﻋﻤﺮﻭ
ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﺎﻝ»؛ ﻓﺎﻧﺒﺴﻄﺖ ﻧﻔﺴﻪ
ﻗﻠﻴﻼً، ﻭﺑﺮﻗﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺪﺛﻪ ﻳﺴﺄﻟﻪ : «ﻣﺎ ﻫﻲ ﺟﻨﺎﻳﺘﻪ؟».
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : «ﺇﻧﻪ ﻫﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻭﺍﻏﺘﺼﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻮﺍﻭ؛ ﻓﺴﻠﻂ
ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻳﺪًﺍ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺟﺰﺍﺀ ﻭﻗﺎﺣﺘﻪ ﻭﻓﻀﻮﻟﻪ». ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ
ﻭﺍﻭ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻢ" ﻓﺄﻋﺠﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻛﻞ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: «ﺃﻧﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻗﻠﺘﻪ ﺍﻟﻐﺒﺮﺍﺀ،
ﻭﺃﻇﻠﺘﻪ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ، ﻓﺎﻗﺘﺮﺡ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ». ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮﻯ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻧﻴﻦ؛ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺈﻃﻼﻗﻬﻢ ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻐﺪﺍﺩ
ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭﺍﻟﺼﻼﺕ». (ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ، ﺹ: (307-308).).