تعقبي على التعقبات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى.
وسلام على عباده الذين اصطفى.
أمّا بعد:
فقد اطلعت على مقال يقرر فيه صاحبه أن جهنم هي هذه الشمس التي نراها في الدنيا، فكتبت رداً على الفكرة من خلال مشاركتي مع مجموعة مشايخ قسم الكتاب والسنة في كلية الدعوة وأصول الدين، في الواتساب، ثم رأيت أن من المفيد نشره في الفيس بوك، فنشرته في صفحتي.
فلم ألبث إلا يسيراً، حتى راسلني في الخاص، أخ يسمي نفسه (قذائف الحق) بأنه قد أرسل منشوري إلى أحدهم فكتب عليه تعقبات أرفقها الأخ في رسالته، وطلب مني الرد عليها.
فقمت بالرد عليها في صفحتي في الفيس بوك، من خلال سلسلة منشورات بعنوان : (قال وقلت).
فلما انتهيت من الرد على التعقبات جمعتها ليسهل علي مراجعتها، وليستفيد منها من أراد الوقوف عليها مجموعة في محل واحد.
ورأيت : أن أورد منشوري في التعليق على المقال. ثم تعقبات المذكور عليه. ثم تعقبي على التعقبات. والله المستعان وعليه التكلان.
أولاً : منشوري في التعقب على فكرة المقال.
لفت نظري ما قرأته لبعضهم يقرر انه اكتشف أن جهنم هي الشمس المضيئة سماءنا الدنيا ؛
وهذا البحث فيما يظهر لي فيه نظر ؛
أولا : النصوص ظاهرة في التفريق بين مخلوقين احدهما اسمه الشمس والآخر اسمه جهنم والقاعدة أن الاختلاف في التسمية يقتضي التباين. ولا ترادف تام.
ثانيا : أن النصوص مصرحة بأن النار مخلوقة وأنها في سجين أسفل سافلين. وهذا وصف يختلف عن الشمس.
ثالثا : أن النصوص أشارت إلى أن الشمس تدنو من العباد يوم القيامة قدر ميل ، قال الراوي لا ادري أراد ميل المرود أو غيره. مع ذكر أن جهنم يراها أهل العذاب.
رابعا : أن علماء الفلك يثبتون مجرات غير مجرة درب التبانة ولكل مجرة شمسا وبعضها أعظم فلا خصوصية لشمسنا في خلق الله بجهنم دون غيرها.
خامسا : حديث إذن الله لجهنم بنفسين نؤمن به ونصدق به وان لم تحط به عقولنا وعلومنا وهو دليل إن الشمس غير جهنم . خلافا للباحث .
سادسا : أن النصوص تشير إلى أن جهنم وعذابها أمر غيبي من شأن الآخرة فكيف يكون هو هذه الشمس التي نراها في الدنيا.
سابعا : وما ورد من إلقاء الشمس في جهنم يدل على أنها غيرها.
والأمور التي ذكرها الباحث مشكلته فيها ان يريد تفسير النصوص بحسب الواقع العلمي ويتحكم في دلالة النص لهذا الغرض والأصل إن نؤمن ونصدق بما اخبرنا به الشرع ونكل علم ما لم نعلمه إلى الله سبحانه وتعالى .
هذا ما ظهر لي والله اعلم واحكم
ثانياً : التعقبات على منشوري
"أولا : النصوص ظاهرة في التفريق بين مخلوقين احدهما اسمه الشمس والآخر اسمه جهنم والقاعدة أن الاختلاف في التسمية يقتضي التباين. ولا ترادف تام.
لقد ورد لفظ محمد ولفظ رسول .
ثانيا : أن النصوص مصرحة بأن النار مخلوقة وأنها في سجين أسفل سافلين. وهذا وصف يختلف عن الشمس
ما هي تلك الأحاديث التي تصف أن النار في سجين أسفل سافلين؟
إنها تتحدث عن البشر الذين يعذبون بها يكونون في سجين أسفل سافلين من حيث مكانتهم وليس مكانهم
ثالثا : أن النصوص أشارت إلى أن الشمس تدنو من العباد يوم القيامة قدر ميل ، قال الراوي: لا ادري أراد ميل المرود أو غيره. مع ذكر أن جهنم يراها أهل العذاب .
والآية قالت: ﴿وجئ يومئذٍ بجهنم﴾
رابعا : أن علماء الفلك يثبتون مجرات غير مجرة درب التبانة ولكل مجرة شمسا وبعضها أعظم فلا خصوصية لشمسنا في خلق الله بجهنم دون غيرها.
المفترض أن تقرأ البحث أولاً قبل أن تنتقد حتى لا تعرقل تقدم الإسلام ففي البحث أوردنا أن تلك جهنمات أخرى لمخاليق أخرى في مجاميع شمسية أخرى ﴿وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون﴾ فماذا تعني كلمة نذر سوى جمع نذير التي هي جهنم ؟ أما مسألة لا خصوصية فلا تنقي بمزاجك وتخالف رسول الله الذي أكد أن الحر والصيف والشتاء وضربة الشمس يأتوننا من جهنم
خامسا : حديث : "أذن الله لجهنم بنفسين نؤمن به ونصدق به وان لم تحط به عقولنا وعلومنا وهو دليل أن الشمس غير جهنم . خلافا للباحث .
لم تحط به عقولنا ولا علومنا !!! أمال لماذا يأمرنا الله مراراً وتكراراً أن نتفكر وننظر في ملكوت السماوات والأرض ؟؟؟؟؟؟؟؟ أمال يعني إيه { وعلم آدم الأسماء كلها } ؟
سادسا : أن النصوص تشير إلى أن جهنم وعذابها أمر غيبي من شأن الآخرة فكيف يكون هو هذه الشمس التي نراها في الدنيا.
راجع البحث أولاً واقرأ تفسير سورة التكاثر عيب لما تنتقد قبل قراءة البحث وجريمة أن تضيع وقتنا وتعطلنا عن الأبحاث وأنت لم تقرأ البحث .
سابعا : وما ورد من إلقاء الشمس في جهنم يدل على أنها غيرها.
لو قرأت البحث لعلمت أن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة نفى ما قال عكرمة اليهودي وكذبه ونهره وقال هذا دسيس على الإسلام، لم يقل رسول الله أن الشمس تلقى جهنم .
من هنا يتضح أنك لم تقرأ البحث وتلك طامة مشينة وعيبة في حقك وأنك تتبع الموضوع وتنتقد الصحيح وتلك جريمة منك في حق الإسلام وتضيع وقتي عن الأبحاث وتلك جريمة أكبر في حق الإسلام ولم تقدم للإسلام أي شيء مفيد سوى عرقلة من يبحثون فيه فأرجو ألا تراسلني مرة أخرى إلا بعد قراءة البحث بالكامل بصورة مستفيضة ولو عندك نقد علمي أو ديني حقيقي فأهلاً وسهلاً بك فيما عدا ذلك سأعمل لك بلوك أنا غير مستعد أضيع وقتي في هزار وترهات مع أناس غير جديين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والأمور التي ذكرها الباحث مشكلته فيها ان يريد تفسير النصوص بحسب الواقع العلمي ويتحكم في دلالة النص لهذا الغرض والأصل ان نؤمن ونصدق بما اخبرنا به الشرع ونكل علم مالم نعلمه إلى الله سبحانه وتعالى . هذا ما ظهر لي والله اعلم واحكم.
طبق الأول أمر الله ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ ﴾ (سورة الأَعراف 185)
قذائف الحق
13 سبتمبر 06:35 مساءً
لو سمحت اريد جوابا منكم
ثالثاً : تعقبي على التعقبات
1 - قال : قولك " النصوص ظاهرة في التفريق بين مخلوقين احدهما اسمه الشمس والآخر اسمه جهنم والقاعدة أن الاختلاف في التسمية يقتضي التباين. ولا ترادف تام"، متعقب: فلقد ورد لفظ محمد ولفظ رسول.
قلت: اعلم أن الأصل أن اختلاف المسميات يقتضي التباين؛
فالكرسي غير الطاولة، والقلم غير الممحاة، والدفتر غير الكتاب، وهكذا؛ لكن في لغة العرب التباين على درجات :
الدرجة الأولى : التباين بالذات والصفات، فالجنة غير النار. والصالح غير الطالح، والأبيض غير الأسود.
الدرجة الثانية : التباين الوصفي، مع اتحاد الذات، يعني هذا الاسم يدل على صفة وهذا الاسم يدل على صفة، والذات المسماة واحدة، كأسماء الله الحسنى، فكل الأسماء تدل على الله سبحانه وتعالى، وفي كل اسم صفة يدل عليها غير ما في الآخر.وتسمى هذه الأسماء المتكافئة.
الدرجة الثالثة : تباين لفظي، وهو الترادف عند القائلين به، والراجح أن الترادف التام ممتنع، كتسمية الكذب ميناً.
والعطف يفيد التغاير وهو على مراتب ؛
في شرح الطحاوية / تحقيق الأرناؤوط (2/ 484- 485): "فَاعْلَمْ أَنَّ عَطْفَ الشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ يَقْتَضِي الْمُغَايَرَةَ بَيْنَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ مَعَ الِاشْتِرَاكِ فِي الْحُكْمِ الَّذِي ذُكِرَ لَهُمَا، وَالْمُغَايَرَةُ عَلَى مَرَاتِبَ:
أَعْلَاهَا: أَنْ يَكُونَا مُتَبَايِنَيْنِ، لَيْسَ أَحَدُهُمَا هُوَ الْآخَرَ، وَلَا جُزْءًا مِنْهُ، وَلَا بَيْنَهُمَا تَلَازُمٌ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الْأَنْعَامِ: 1] . {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [آلِ عِمْرَانَ: 3] . وَهَذَا هُوَ الْغَالِبُ.
وَيَلِيهِ: أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا تَلَازُمٌ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الْبَقَرَةِ: 42] . {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [الْمَائِدَةِ: 92] .
الثَّالِثُ: عَطْفُ بَعْضِ الشَّيْءِ عَلَيْهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [الْبَقَرَةِ: 238] . {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [الْبَقَرَةِ: 98] {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ} [الْأَحْزَابِ: 7] .
وَفِي مِثْلِ هَذَا وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ دَاخِلًا فِي الْأَوَّلِ، فَيَكُونُ مَذْكُورًا مَرَّتَيْنِ.
وَالثَّانِي: أَنَّ عَطْفَهُ عَلَيْهِ يَقْتَضِي أَنَّهُ لَيْسَ دَاخِلًا فِيهِ هُنَا، وَإِنْ كَانَ دَاخِلًا فِيهِ مُنْفَرِدًا، كَمَا قِيلَ مِثْلُ ذَلِكَ فِي لَفْظِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينَ وَنَحْوِهُمَا، تَتَنَوَّعُ دِلَالَتُهُ بِالْإِفْرَادِ وَالِاقْتِرَانِ.
الرَّابِعُ: عَطْفُ الشَّيْءِ عَلَى الشَّيْءِ لِاخْتِلَافِ الصِّفَتَيْنِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} [غَافِرٍ: 3] . وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ الْعَطْفُ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظِ فَقَطْ، كَقَوْلِهِ:
فَأَلْفَى قَوْلَهَا كَذِبًا وَمَيْنًا"اهـ
وهذه أول قضية ذكرتها، فلا يعترض عليها بأنه ورد (محمد) و (رسول) ؛ لأن محمد صلى الله عليه وسلم بشر، يوصف بالرسالة لما أوحي إليه، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ (الكهف: 110) .
فمحمد بشر، وصف بالرسالة لما أوحي إليه.
وتسميته بـ(الرسول) وصف له بالرسالة ، وتسميته بـ (محمد) وصف له بأنه كثير الحمد محمود الصفات عليه الصلاة والسلام.
فهو من باب التباين في الأوصاف.
وأمّا الشمس فهي غير جهنم! وهو تباين من الدرجة الأولى!
2 - قال : قولك: "إن النصوص مصرحة بأن النار مخلوقة وإنها في سجين أسفل سافلين . وهذا وصف يختلف عن الشمس".
ما هي تلك الأحاديث التي تصف أن النار في سجين أسفل سافلين؟
إنها تتحدث عن البشر الذين يعذبون بها يكونون في سجين أسفل سافلين من حيث مكانتهم وليس مكانهم.
قلت: أما النصوص فهي قوله تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)﴾
وقوله تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)﴾
والآيات في سورة المطففين.
فانظر كيف قابلت الآيات بين كتاب الأبرار الذي في عليين، وكتاب الفجار الذي في سجين، فإن ذلك يفيد أن سجين في أسفل سافلين، كما قال تعالى في سورة التين: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ فالمؤمن لا يكون في أسفل سافلين، إنما ذلك الكافر يكون في جهنم أسفل سافلين، وهم في سفولهم على مراتب كما أفاده قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ﴾ (النِّسَاءِ: 145).
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير (ط العلمية 8/ 346): " وَالصَّحِيحُ أَنْ سِجِّينًا مَأْخُوذٌ مِنَ السَّجْنِ وَهُوَ الضِّيقُ، فَإِنَّ الْمَخْلُوقَاتِ كُلُّ مَا تَسَافَلَ مِنْهَا ضَاقَ وَكُلُّ مَا تَعَالَى مِنْهَا اتَّسَعَ، فَإِنَّ الْأَفْلَاكَ السَّبْعَةَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا أَوْسَعُ وَأَعْلَى مِنَ الَّذِي دُونَهُ، وَكَذَلِكَ الْأَرْضُونَ كُلُّ وَاحِدَةٍ أَوْسَعُ مِنَ الَّتِي دُونَهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ السُّفُولُ الْمُطْلَقُ وَالْمَحَلُّ الْأَضْيَقُ إِلَى الْمَرْكَزِ فِي وَسَطِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَلَمَّا كَانَ مَصِيرُ الْفُجَّارِ إِلَى جَهَنَّمَ وَهِيَ أَسْفَلُ السَّافِلِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ﴾ [التِّينِ: 5] وَقَالَ هَاهُنَا: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ مَا سِجِّينٌ﴾ وَهُوَ يَجْمَعُ الضِّيقَ وَالسُّفُولَ كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً﴾ [الفرقان: 13] .
وقوله تعالى: ﴿كِتابٌ مَرْقُومٌ﴾ لَيْسَ تَفْسِيرًا لِقَوْلِهِ: ﴿وَما أَدْراكَ مَا سِجِّينٌ﴾ وَإِنَّمَا هُوَ تَفْسِيرٌ لِمَا كُتِبَ لَهُمْ مِنَ الْمَصِيرِ إِلَى سِجِّينٍ أَيْ مَرْقُومٌ مَكْتُوبٌ مَفْرُوغٌ مِنْهُ لَا يُزَادُ فِيهِ أَحَدٌ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُ أَحَدٌ"اهـ
فأفاد ذلك أن سجين هي جهنم التي ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ (الحج:31).
فالآية تتحدث عن مكان جهنم، في أسفل سافلين، من يدخل فيها يهوي إلى مكان سحيق، وهي دركات أهل النفاق في الدرك الأسفل منها.
ومنه تعلم بطلان القول بأن الآية تتحدث عن مكانة البشر الذين يدخلونها، أنهم أسفل سافلين من حيث مكانتهم لا مكانهم؛ فهذا قول لا يصح.
وعليه فجهنم سجين أسفل سافلين ليست هي هذه الشمس التي نراها في السماء.
3 - قال: قولك: "إن النصوص أشارت إلى أن الشمس تدنو من العباد يوم القيامة قدر ميل ، قال الراوي: لا ادري أراد ميل المرود أو غيره. مع ذكر أن جهنم يراها أهل العذاب"؛ متعقب، فإن الآية قالت: ﴿وجئ يومئذٍ بجهنم﴾!
قلت : هذه الآية التي ذكرتها أنت تدل على أن جهنم غير الشمس! فهو خلاف قولك!
أخرج مسلم في صحيحه تحت رقم (2864) قال: سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ.
قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ : فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ ؟ أَمَسَافَةَ الأَرْضِ ، أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ.
قَالَ : فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا.
قَالَ : وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ.
فهذا الحديث فيه أن الشمس تدنو من الخلق على قدر ميل، وفي الآية التي ذكرت : ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ (الفجر:23). فهذه جهنم غير الشمس.
يؤكد هذا ما ورد في حديث الشفاعة ، فإن الناس لما يبلغ بهم الحال هذا المبلغ بسبب الحال في الموقف ودنو الشمس منهم والعرق الذي يكونون فيه، يأتون آدم ليشفع لهم ، وثم نوح، ثم إبراهيم ثم موسى، ثم عيسى، ثم يأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيشفع لهم، وفيه أن الله يخرج من النار من لم يعمل خيراً قط. (نظر مسند أحمد 1/ 193، تحت رقم 15 ، الرسالة)
وهذا يثبت أن جهنم غير الشمس، التي تكون في الموقف!
قال تعالى في سورة الفرقان: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13) لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)﴾.
وهذا يفيد أن جهنم غير الشمس، التي تدنو من رؤوس الخلق قدر ميل، فإنه إذا جيء بجهنم ورأت الكفار سمعوا لها تغيظا وزفيراً .
وهذا واضح بين والحمد لله.
4 - قال : قولك : "إن علماء الفلك يثبتون مجرات غير مجرة درب التبانة ولكل مجرة شمسا وبعضها أعظم فلا خصوصية لشمسنا في خلق الله بجهنم دون غيرها"اهـ متعقب: بأن المفترض أن تقرأ البحث أولاً قبل أن تنتقد حتى لا تعرقل تقدم الإسلام ففي البحث أوردنا أن تلك جهنمات أخرى لمخاليق أخرى في مجاميع شمسية أخرى ﴿وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون﴾، فماذا تعني كلمة نذر سوى جمع نذير التي هي جهنم؟ أما مسألة لا خصوصية فلا تنفي بمزاجك وتخالف رسول الله الذي أكد أن الحر والصيف والشتاء وضربة الشمس يأتوننا من جهنم .
قلت: لا دليل من كتاب أو سنة يثبت وجود جهنم أخرى غير جهنم المذكورة عندنا، وإثباتك لجهنمات أخرى – على حد تعبيرك – يحتاج إلى دليل، وهو خلاف ظاهر النصوص، و لا أعلم لك فيه سلفاً.
وتفسيرك للنذر في قوله تعالى: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ (يونس: 101)، بأن المراد بها جمع نذير التي هي جهنم؛ غير صحيح.
ففي تفسير البغوي (4/153 – 154، طيبة): "{قُلِ انْظُرُوا} أَيْ: قُلْ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَسْأَلُونَكَ الْآيَاتِ انْظُرُوا، {مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} مِنَ الْآيَاتِ وَالدَّلَائِلِ والعبر، ففي السموات الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَغَيْرُهَا، وَفِي الْأَرْضِ الْجِبَالُ وَالْبِحَارُ وَالْأَنْهَارُ وَالْأَشْجَارُ وَغَيْرُهَا، {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ} الرُّسُلُ، {عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} وَهَذَا فِي قَوْمٍ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ"اهـ.
فالنذر : الرسل الذين أرسلهم الله جل وعلا منذرين ، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ (فاطر:24)، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا﴾ (الفرقان: 51)، وقال تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾ (القمر : 55-56).
وأنا وكل مؤمن سلفي نثبت ما أثبته الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الله أذن للنار بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف، كما جاء في الحديث، وليس من لازم ذلك ولا من دلالته أن الشمس هي جهنم!
أخرج البخاري تحت رقم (537) ومسلم تحت رقم (615 ، 617):عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ".
5 - قال : قولك: حديث : "أذن الله لجهنم بنفسين"؛ نؤمن به ونصدق به وان لم تحط به عقولنا وعلومنا وهو دليل ان الشمس غير جهنم . خلافا للباحث" اهـ، متعقب، "لم تحط به عقولنا ولا علومنا !!!" أمال لماذا يأمرنا الله مراراً وتكراراً أن نتفكر وننظر في ملكوت السماوات والأرض ؟؟؟؟؟؟؟؟ أمال يعني إيه ﴿وعلم آدم الأسماء كلها﴾؟
قلت: اعلم أن هذه قاعدة أهل السنة والجماعة في التعامل مع نصوص الوحي، فإن لعقولنا طوراً لا تعدوه ، كما أن لأبصارنا حداً لا تتجاوزه، فأنت لديك نعمة البصر، اصعد على أعلى شيء عندك وانظر في كل الجهات، ستجد أن قوة إبصارك تقف عن حد معين لا تستطيع إبصار ما وراءه، فكذا العقل، له مجاله وله طوره، وباب الغيبيات الواردة في الآيات والأحاديث، لا يستطيع العقل الخوض فيها، وعليه فإن القاعدة في ذلك : أن لا نعارض أو نرد الحديث إذا لم تبلغ إليه عقولنا، و لا نرده بسؤال مشكك فنقول في رد الآية أو الحديث: (لم) أو (كيف)!
وأمرنا في التفكر فيما تستطيعه عقولنا وأفكارنا، من ذلك :
ما جاء في قوله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (آل عمران:191).
وفي قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (يونس:24).
وفي قوله تبارك وتعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الرعد:3).
وفي قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:11).
وقوله: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:69).
وقوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم:21).
وقوله: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الزمر:42).
وكذا نعمل الفكر ونظر والتدبر في حال الذين من قبلنا من الأمم وما أصابهم من العذاب لما كفروا وكذبوا الرسل، وما كانوا عليه من القوة والنعيم، وكيف تركوا ذلك وما أغنى عنهم، ﴿كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ﴾ (الدخان:25 -29) .
وأما قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (البقرة:31)، فعلمه أسماء الأشياء كلها، وهذا محل عبرة إذ يدل أن الأصل تباين الأشياء بتباين الأسماء، فجهنم غير الشمس !
6 - قال: قولكم : "إن النصوص تشير إلى أن جهنم وعذابها أمر غيبي من شأن الآخرة، فكيف يكون هو هذه الشمس التي نراها في الدنيا"اهـ. متعقب؛ راجع البحث أولاً واقرأ تفسير سورة التكاثر عيب لما تنتقد قبل قراءة البحث وجريمة أن تضيع وقتنا وتعطلنا عن الأبحاث وأنت لم تقرأ البحث.
قلت : يشير إلى قوله في مقالته، عن سورة التكاثر؛
"﴿كلا سوف تعلمون﴾ : (هنا يقسم الله بعلم سنعلمه في المستقبل).
﴿ثم كلا سوف تعلمون﴾: (ثم يؤكد الله مرة أخرى على علم سنعلمه في المستقبل)!.
﴿كلا لو تعلمون علم اليقين﴾: (سيأذن الله باختراع التليسكوبات التي هي علم يقيني مشاهد وليس ظني).
﴿لترون الجحيم﴾ : (فسنرى الشمس على حقيقتها بالتليسكوبات ونعلم أن تلك هي جهنم). ".
ثم قال : "ترتيب مبسط لمراحل جهنم بالنسبة للبشرية:
﴿كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم﴾: سوف نرى جهنم في حياتنا الدنيا علم اليقين.
﴿ثم لترونها عين اليقين﴾: سوف نرى جهنم في القبر عين اليقين.
﴿ثم لتسألن يومئذ عن النعيم﴾: أي يوم القيامة وهو يوم الحساب الذي هو يوم المساءلة ، يسألنا الله عن النعيم في الدنيا فيما بددناه وهل عبدناه حق عبادته سبحانه وتعالى أم لا؟"اهـ
وكلامه هذا فيه نظر من وجوه :
أولاً : سمى هذا تفسير لسورة التكاثر، وهو من باب التفسير بالرأي المذموم، لأنه اختل فيه شرط التفسير بالرأي المحمود. حيث فسر السورة بما خرج في معناها عما جاء في التفسير بالمأثور، وعن سنن العربية!
ثانيا : يلزم على تفسيره أن الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى حين اكتشاف التلسكوبات لم يكن لديهم علم اليقين بجهنم! وذلك لأنه فسر علم اليقين بهذا فقال: "﴿كلا لو تعلمون علم اليقين﴾: (سيأذن الله باختراع التليسكوبات التي هي علم يقيني مشاهد وليس ظني)."اهـ ومعنى هذا أن علم السلف من الصحابة ومن تبعهم إلى حين اختراع التلسكوبات وتوجيهها إلى رؤية الشمس ، علمهم بجهنم ظني!
ثالثاً : أن معنى كلامه هذا في تفسير السورة وفي مقاله جميعه أن العلم بجهنم أصبح اليوم علم يقيني، وهذا باطل؛ فإن شأن جهنم غيب، ولذلك الإيمان بها مطلوب، و لا يتم إيمان العبد إلا بذلك ، أخرج البخاري تحت رقم (3435)، ومسلم تحت رقم (28) عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ. مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا شَاءَ".
شرح النووي على مسلم (1/ 227)
"هَذَا حَدِيثٌ عَظِيمُ الْمَوْقِعِ وَهُوَ أَجْمَعُ أَوْ مِنْ أَجْمَعِ الْأَحَادِيثِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الْعَقَائِدِ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ فِيهِ مَا يُخْرِجُ عَنْ جَمِيعِ مِلَلِ الْكُفْرِ عَلَى اخْتِلَافِ عَقَائِدِهِمْ وَتَبَاعُدِهِمْ فَاخْتَصَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْأَحْرُفِ عَلَى مَا يُبَايِنُ بِهِ جَمِيعَهُمْ"اهـ
فالنار غيب وهي حق، نؤمن بها ونصدق بوجودها، فكيف ما كان هذا حاله يقال أنها هي الشمس؟!
أمّا تفسير أهل العلم والإيمان لموضع الشاهد من سورة التكاثر ، فأورده هنا:
قال البغوي في تفسيره/ طيبة (8/ 518- 519): "{كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) }
{كَلَّا} لَيْسَ الْأَمْرُ بِالتَّكَاثُرِ، {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} وَعِيدٌ لَهُمْ، ثُمَّ كَرَّرَهُ تَأْكِيدًا فَقَالَ: {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} قَالَ الْحَسَنُ، وَمُقَاتِلٌ: هُوَ وَعِيدٌ بَعْدَ وَعِيدٍ، وَالْمَعْنَى: سَوْفَ تَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ تَكَاثُرِكُمْ وَتَفَاخُرِكُمْ إِذَا نَزَلَ بِكُمُ الْمَوْتُ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: "كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ"، يَعْنِي الْكُفَّارَ، "ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ" يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ يَقْرَأُ الْأَوْلَى بِالْيَاءِ وَالثَّانِيَةَ بِالتَّاءِ. {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} أَيْ: عِلْمًا يَقِينًا، فَأَضَافَ الْعِلْمَ إِلَى الْيَقِينِ كَقَوْلِهِ: "لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ"، وَجَوَابُ "لَوْ" مَحْذُوفٌ، أَيْ: لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمًا يَقِينًا لَشَغَلَكُمْ مَا تَعْلَمُونَ عَنِ التَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُرِ.
قَالَ قَتَادَةُ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ عِلْمَ الْيَقِينِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ بَاعِثُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ .
{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ: "لُتُرَوُنَّ" بِضَمِّ التَّاءِ مَنْ أَرَيْتُهُ الشَّيْءَ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ، أَيْ: تَرَوْنَهَا بِأَبْصَارِكُمْ مِنْ بَعِيدٍ.
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) }
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} مُشَاهَدَةً، {عَيْنَ الْيَقِينِ} {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي كُفَّارَ مَكَّةَ، كَانُوا فِي الدُّنْيَا فِي الْخَيْرِ وَالنِّعْمَةِ، فَيُسْأَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ شُكْرِ مَا كَانُوا فِيهِ، وَلَمْ يَشْكُرُوا رَبَّ النَّعِيمِ حَيْثُ عَبَدُوا غَيْرَهُ، ثُمَّ يُعَذَّبُونَ عَلَى تَرْكِ الشُّكْرِ، هَذَا قَوْلُ الْحَسَنِ.
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رفعه قال: "لتسئلن يَوْمئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ" قَالَ: "الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ".
وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ اللَّهَ يَسْأَلُ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ عَمَّا أَنْعَمَ عَلَيْهِ "اهـ
وقال ابن كثير في تفسيره تفسير ابن كثير/تحقيق سلامة (8/ 474):
"وَقَوْلُهُ: {كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: هَذَا وَعِيدٌ بَعْدَ وَعِيدٍ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: {كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} يَعْنِي: الْكُفَّارَ، {ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} يَعْنِي: أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ.
وَقَوْلُهُ: {كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} أَيْ: لَوْ عَلِمْتُمْ حَقَّ الْعِلْمِ، لَمَا أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ عَنْ طَلَبِ الدَّارِ الْآخِرَةِ، حَتَّى صِرْتُمْ إِلَى الْمَقَابِرِ.
ثُمَّ قَالَ: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} هَذَا تَفْسِيرُ الْوَعِيدِ الْمُتَقَدِّمُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: {كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} تَوعَّدَهم بِهَذَا الْحَالِ، وَهِيَ رُؤْيَةُ النَّارِ الَّتِي إِذَا زَفَرَتْ زَفْرَةً خَرَّ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَنَبِيٍّ مُرْسَلٍ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، مِنَ الْمَهَابَةِ وَالْعَظَمَةِ وَمُعَايَنَةِ الْأَهْوَالِ، عَلَى مَا جَاءَ بِهِ الْأَثَرُ الْمَرْوِيُّ فِي ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} أَيْ: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ شُكْرِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْكُمْ، مِنَ الصِّحَّةِ وَالْأَمْنِ وَالرِّزْقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. مَا إِذَا قَابَلْتُمْ بِهِ نِعَمَهُ مِنْ شُكْرِهِ وَعِبَادَتِهِ"اهـ.
فالآيات عن الكفار ومعنى ذلك أن المؤمنين قد رأوها علم اليقين، قبل التلسكوبات، وهذا بتصديقهم وإيمانهم بما أخبرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم، فبطل أن المراد أنهم سيرونها لما تخترع التلسكوبات. فليست جهنم هي الشمس!
7 - قال : قولكم : "وما ورد من إلقاء الشمس في جهنم يدل على أنها غيرها"اهـ متعقب: لو قرأت البحث لعلمت أن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة نفى ما قال عكرمة اليهودي وكذبه ونهره وقال: هذا دسيس على الإسلام، لم يقل رسول الله أن الشمس تلقى جهنم من هنا يتضح أنك لم تقرأ البحث وتلك طامة مشينة وعيبة في حقك وأنك تتبع الموضوع وتنتقد الصحيح وتلك جريمة منك في حق الإسلام وتضيع وقتي عن الأبحاث وتلك جريمة أكبر في حق الإسلام ولم تقدم للإسلام أي شيء مفيد سوى عرقلة من يبحثون فيه فأرجو ألا تراسلني مرة أخرى إلا بعد قراءة البحث بالكامل بصورة مستفيضة ولو عندك نقد علمي أو ديني حقيقي فأهلاً وسهلاً بك فيما عدا ذلك سأعمل لك بلوك انا غير مستعد أضيع وقتي في هزار وترهات مع أناس غير جديين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلت : ما ذكرته في مقالك عن ابن عباس رضي الله عنه أورده أبو الشيخ في كتاب العظمة (4/1163، تحت رقم (643 - 31) قال:"حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَسَمِعْتُ بِالْعَجَبِ مِنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَذْكُرُ فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ؟ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مُتَّكِئًا فَاحْتَفَزَ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ يُجَاءُ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فَيُقْذَفَانِ فِي النَّار - قَالَ: عِكْرِمَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: فَطَارَتْ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا شَظِيَّةٌ، وَوَقَعَتْ أُخْرَى غَضَبًا - ثُمَّ قَالَ: " كَذَبَ كَعْبٌ ثَلَاثًا، هَذِهِ يَهُودِيَّةٌ يُرِيدُ إِدْخَالَهَا فِي الْإِسْلَامِ، جَلَّ وَعَزَّ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ أَنْ يُعَذِّبَ عَلَى طَاعَتِهِ، أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} [إبراهيم: 33] : «يَعْنِي دُءُوبَهُمَا فِي طَاعَتِهِ، فَكَيْفَ يُعَذِّبُ عَبْدَيْنِ أَثْنَى عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا دَائِبَانِ فِي ..." .
وفي السند أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وهما مرميان بوضع الحديث. فالسند موضوع مكذوب على ابن عباس رضي الله عنه.
وقد أخرج البخاري تحت رقم (3200) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشَّمْسُ وَالقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ».
ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (1/170 - 171، تحت رقم 183) عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَلَسَ فِي مَسْجِدٍ فِي زَمَنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدَ قَالَ: فَجَاءَ الْحَسَنُ فَجَلَسَ إلَيْهِ فَتَحَدَّثَا فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: " الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا ذَنْبُهُمَا؟ فَقَالَ: إنَّمَا أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَكَتَ الْحَسَنُ".
وفي فتح الباري لابن حجر (6/ 300): "وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَفِيهِ : "لِيَرَاهُمَا مَنْ عَبَدَهُمَا كَمَا قَالَ تَعَالَى إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم".
وَأَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مُخْتَصَرًا وَأَخْرَجَ ابن وَهْبٍ فِي كِتَابِ الْأَهْوَالِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ قَالَ يُجْمَعَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يُقْذَفَانِ فِي النَّار .
وَلابْن أبي حَاتِم عَن ابن عَبَّاسٍ نَحْوَهُ مَوْقُوفًا أَيْضًا .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَيْسَ الْمُرَادُ بِكَوْنِهِمَا فِي النَّارِ تَعْذِيبُهُمَا بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ تَبْكِيتٌ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُهُمَا فِي الدُّنْيَا لِيَعْلَمُوا أَنَّ عِبَادَتَهُمْ لَهُمَا كَانَتْ بَاطِلًا.
وَقِيلَ : إِنَّهُمَا خُلِقَا مِنَ النَّارِ فَأُعِيدَا فِيهَا .
وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ : لَا يَلْزَمُ مِنْ جَعْلِهِمَا فِي النَّارِ تَعْذِيبُهُمَا فَإِنَّ لِلَّهِ فِي النَّارِ مَلَائِكَةٌ وَحِجَارَةٌ وَغَيْرُهَا لِتَكُونَ لِأَهْلِ النَّارِ عَذَابًا وَآلَةً مِنْ آلَاتِ الْعَذَابِ وَمَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَلَا تَكُونُ هِيَ مُعَذَّبَةً "اهـ.
وعليه ؛ فإن هذا الحديث الصريح الصحيح نص في أن الشمس ليست هي جهنم!
هذا ما لزم رداً على هذه التعقبات، والله الهادي.
واشكرك أيها الأخ على اهتمامك، وأفيدك أنه لا داعي بعد ذلك لأن تنقل لي قوله في شيء، لأن الهداية إلى قبول الحق ليست لأحد إنما هي لله تعالى، وحسبي أن أكون قد ذكرت له الدليل، ووضحت له السبيل، ليس عليك هداهم، فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر، والحمد لله رب العالمين.