3 - 10 المسألة الثالثة:
أن تعلم:
أن الاختـلاف بالنسبة لعقول الناس، ولاجتهادات الناس، ولأحوال الناس هو طبيعة بشرية، الله -سبحانه وتعالى- أوجدها في البشر.
فلا ينكر أحد اختلاف الناس في اجتهاداتهم وفهومهم.
اختلاف الناس في عقولهم.
اختلاف الناس في فهمهم وفي فقههم.
اختلاف الناس في طبيعتهم؛ فليس كل انسان مثل الآخر.
يقول الله -تبارك وتعالى-: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}. (هود: 119).
والمعنى: أن إرادة الله الكونية تعلقت بأن يكون في الناس؛
أهل تفرق واختلاف.
وأهل اجتماع واتفاق.
فخلق فريقًا للِاخْتِلَاف، وفريقا للرحمة، وَلما كَانَت الإرادة كونية وَقع المُرَاد بهَا؛ فقوم اخْتلفُوا، وَقوم رحموا.
واللام للتعليل بمعنى (كي). [فإن قيل: ألا يتعارض هذا مع قوله -تبارك وتعالى-: {وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون}. (الذاريات: )؟ فالجواب: لا يعارضه؛ لأن الإرادة في آية الذاريات إرادة شرعية، واللام في الآيتين للتعليل، فوقع التخلف في الإرادة الشرعية بما أراده الله كوناً من اختلافهم. انظر دقائق التفسير: (2/527 – 529).]
والاختلاف في الفهم لا يخرج عن الاختلاف المحمود؛
والله -سبحانه وتعالى- ذكر المسألة التي اختلف فيها نبي الله داوود مع ابنه سليمان، وقال تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}. (الأنبياء: 79)، فسليمان -عليه السلام- فهم المسألة، بينما داوود -عليه السلام- لم يفهمها كفهم ولده سليمان.
وفي الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ المُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟». فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَوَادِي». قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا: «حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ».». (أخرجه البخاري في كتاب العلم، بَابُ قَوْلِ المُحَدِّثِ: حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا، وَأَنْبَأَنَا، حديث رقم: (61)، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم باب مثل المؤمن مثل النخلة حديث رقم: (2811).).
فابن عمر -رضي الله عنه- فهم السؤال، وعرف الجواب، ولم يعرفه الصحابة -رضي الله عنهم-، حتى أبوه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لم يعرفه؛
فالناس يتفاوتون في الفهـم، وفي الذكاء، وفي الاطلاع، وهذه قاعدة هامة في الاختلاف.
اختلاف الناس في فهمهم وفي فقههم.
اختلاف الناس في طبيعتهم؛ فليس كل انسان مثل الآخر.
يقول الله -تبارك وتعالى-: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}. (هود: 119).
والمعنى: أن إرادة الله الكونية تعلقت بأن يكون في الناس؛
أهل تفرق واختلاف.
وأهل اجتماع واتفاق.
فخلق فريقًا للِاخْتِلَاف، وفريقا للرحمة، وَلما كَانَت الإرادة كونية وَقع المُرَاد بهَا؛ فقوم اخْتلفُوا، وَقوم رحموا.
واللام للتعليل بمعنى (كي). [فإن قيل: ألا يتعارض هذا مع قوله -تبارك وتعالى-: {وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون}. (الذاريات: )؟ فالجواب: لا يعارضه؛ لأن الإرادة في آية الذاريات إرادة شرعية، واللام في الآيتين للتعليل، فوقع التخلف في الإرادة الشرعية بما أراده الله كوناً من اختلافهم. انظر دقائق التفسير: (2/527 – 529).]
والاختلاف في الفهم لا يخرج عن الاختلاف المحمود؛
والله -سبحانه وتعالى- ذكر المسألة التي اختلف فيها نبي الله داوود مع ابنه سليمان، وقال تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}. (الأنبياء: 79)، فسليمان -عليه السلام- فهم المسألة، بينما داوود -عليه السلام- لم يفهمها كفهم ولده سليمان.
وفي الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ المُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟». فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَوَادِي». قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا: «حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟». قَالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ».». (أخرجه البخاري في كتاب العلم، بَابُ قَوْلِ المُحَدِّثِ: حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا، وَأَنْبَأَنَا، حديث رقم: (61)، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم باب مثل المؤمن مثل النخلة حديث رقم: (2811).).
فابن عمر -رضي الله عنه- فهم السؤال، وعرف الجواب، ولم يعرفه الصحابة -رضي الله عنهم-، حتى أبوه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لم يعرفه؛
فالناس يتفاوتون في الفهـم، وفي الذكاء، وفي الاطلاع، وهذه قاعدة هامة في الاختلاف.