فوائد في مجلس الشريف إبراهيم الأمير -سلمه الله-، في زيارته لي -رفع الله قدره-!
أفضل علي سيادة الشريف إبراهيم ألأمير، بزيارة مع فضيلة الشيخ أبي مشعل أحمد الترباني حفظه الله، وكان مما دار في المجلس بعض الفوائد التي انتثرت في المجلس ، فأردت عقد نظامها في هذا المنشور:
فائدة (1) :
(العلامة) الأصل فيه أنه يطلق على العالم بالأنساب؛ لأن مادة (ع. ل. م) تدلُّ على أثَرٍ بالشيء يتميَّزُ به عن غيره( ).انظر: مقاييس اللغة (4/ 88). والعالم بالأنساب يميز الناس بأنسابهم، فهو (علام)، و ( العلام ) من (علم) للمبالغة والنسابة، وتزاد التاء لتأكيد المبالغة تقول فلان علامة( ).المعجم الوسيط (2/ 624).
فائدة (2) :
عثمان بن عفان رضي الله عنه، أعز رجل قرابة في قريش. ولذلك أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قريش في قصة الحديبية، وفيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم راعى الأنساب في دعوته .
قال الطحاوي رحمه الله: "حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ قَالَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خِرَاشَ بْنَ أُمَيَّةَ الْخُزَاعِيَّ إِلَى مَكَّةَ، وَحَمَلَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الثَّعْلَبُ، فَلَمَّا دَخَلَ، غَدَرَتْ قُرَيْشٌ، فَأَرَادُوا قَتْلَ خِرَاشٍ، وَمَنَعَتْهُ الْأَحَابِيشُ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِيَبْعَثَهُ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَخَافُ قُرَيْشًا عَلَى نَفْسِي، وَلَيْسَ بِهَا مِنْ عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ أَحَدٌ يَمْنَعُنِي، وَقَدْ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ عَدَاوَتِي إِيَّاهَا, وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا، وَلَكِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ أَعَزَّ بِهَا مِنِّي: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ... في قصة الحديبية.
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (14/ 478، تحت رقم 5771). وهو حسن الإسناد.
فائدة (3):
لا يقال : رجع العلماء في ضبط الأنساب إلى الوجادة وإلى الرواية عن الآباء والأجداد.
بل يقال: رجع العلماء في ضبط النسب إلى طرق الرواية المعروفة، ومنها السماع عن الآباء والأجداد، والوجادة.
لأن العبارة الأولى توهم أن الوجادة ليست من طرق الرواية والتحمل .
فائدة (4):
اعتنى المحدثون بأنساب الرواة وتفننوا في ذلك؛
وهذه أهم الأنواع المتعلقة بالأنساب من مقدمة ابن الصلاح (معرفة أنواع علوم الحديث)؛
النَّوْعُ الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ: مَعْرِفَةُ الْمُتَّفِقِ وَالْمُفْتَرِقِ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَالْأَنْسَابِ وَنَحْوِهَا.
النَّوْعُ السَّادِسُ وَالْخَمْسُونَ: مَعْرِفَةُ الرُّوَاةِ الْمُتَشَابِهِينَ فِي الِاسْمِ وَالنَّسَبِ الْمُتَمَايِزِينَ بِالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فِي الِابْنِ وَالْأَبِ.
النَّوْعُ السَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ: مَعْرِفَةُ الْمَنْسُوبِينَ إِلَى غَيْرِ آبَائِهِمْ.
النَّوْعُ الثَّامِنُ وَالْخَمْسُونَ: مَعْرِفَةُ النِّسَبِ الَّتِي بَاطِنُهَا عَلَى خِلَافِ ظَاهِرِهَا الَّذِي هُوَ السَّابِقُ إِلَى الْفَهْمِ مِنْهَا.
النَّوْعُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ: مَعْرِفَةُ الْمَوَالِي مِنَ الرُّوَاةِ وَالْعُلَمَاءِ.
فائدة (5):
يطلق أهل الحديث كلمة (ضبط الأنساب) يعنون بها ضبط نطقها بالحركات الفتحة والضمة والكسرة والسكون والشدة.
و لا يعنون بـ (الضبط) مجرد تحقيق نسبة الأولاد إلى الآباء والأجداد أو القبائل.
فائدة (6) :
طريقة أهل العلم وصف صاحب الترجمة بما كان يوصف به، من العلم فيقال: المفسر المحدث الفقيه ، ونحو ذلك. ولا ينافي ذلك عندهم كونه يعرف ببدعة، فإنهم ينصون بعد ذلك على بدعته وحاله؛ وليس هذا عندهم من الغرر ؛ وهذا صنيعهم في كتب التراجم، خاصة كتب الذهبي مثل تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء.
فائدة (7) :
أحمد بن سليمان، أبو بكرة الترباني، وفقه الله حضر بصحبة سيادة الشريف إبراهيم، سألته عن اسم أكبر أولاده، فذكر أنه لما يرزق بعد بالولد، وأنه يكني نفسه بـ (أبي مشعل)، فقلت: خلاص أنت أبو مشعل، وأنت أبو سليمان، لأن والدك اسمه (سليمان). وفقكم الله .
والناس في الكنية اعتادوا أن يكتنوا قبل أن يأتيهم الولد باسم الأب.
ومنهم من يكتني بكنية قبل الولد على نية تسمية الابن به إذا رزق به.
ومنهم من يكتني بما يحب ولو لم يكن له ولد ، كما كنّت السيدة عائشة نفسها بـ (أم عبدالله) باسم ولد أختها (عبد الله بن الزبير).