ما هو موقفنا من الحضارة والتطور؟
ليس بين المسلم وبين الحضارة والتطور، والأخذ بأسباب الرقي المادي أي مانع شرعي؛ فإن ديننا لا يمنعنا مما فيه خير وصلاح ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها؛ ولكن بشرط واحد، وهو أن لا يكون ذلك بما يخالف الدين والشرع.
تريد تتطور!
تريد تتحضر!
اصنع ذلك ولكن احذر تخالف الشرع في شيء.
نحن المسلمين لا نعادي الحضارة، و من يصورنا بهذه الصورة فهو ظالم كاذب، كيف وعلماء الإسلام هم قادة الاكتشافات الحديثة في كل مجالات العلوم التطبيقية؟!
والذين يصورون المسلم أو الإسلام بأنه رجعية أو تخلف لا يفهمون الإسلام، ويهرفون بما لا يعرفون، أو هم يريدون تطوراً ورقياً وحضارة بدون دين!
ما هو موقع الحضارة المادية في اهتمام المسلم؟
تأتي الحضارة المادية في اهتمام المسلم عرضا لا قصداً، فهو لا يعمل ويسعى من أجلها، إنما يسعى لعمارة الأرض بإقامة شرع الله، والاستعداد لليوم الآخر، فما الدنيا إلا كشجرة استظل تحتها عابر سبيل ثم تركها!
والله عز وجل يقول: ([وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ] (القصص:77 ).
ومعنى الآية : اطلب فيما آتاك الله إياه في هذه الحياة الدار الآخرة، ولما كان الشأن أنك تطلبها طلباً حتى يخشى أن تنسى الدنيا، قال: (و لاتنس نصيبك من الدنيا).
أمّا أن لا يكون للشخص هم إلا الحضارة والتطور ولو على حساب الدين والشرع، فهذا خلاف ما ينبغي أن يكون عليه المسلم.
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه!