السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

الجمعة، 1 يوليو 2016

مع علمائنا ١٥: مجموعة من العلماء


كانت خالتي تسكن في شعب عامر* وكانت جدّتي تسكن في الحلقة القديمة، وكنت أزورهما كثيراً، وأنزل عندهما بالأيام، وكنت إذا جئت عندهما نزلت إلى الحرم بسبب قربه من بيتيهما، رحمهما الله (جدتي أم أمي، وخالتي). 
كنت أغتنم وجودي عندهما للنزول إلى المسجد الحرام، ,اغتنم الصلاة على الجنائز، وحملها إلى المقبرة، لأفوز بالقراريط المذكورة في أجر من حمل الجنازة.
وكنت إذا جئت إلى المسجد الحرام أجلس فيه من المغرب إلى صلاة العشاء. وأشغل وقتي بالاستماع إلى دروس المشايخ.
وأذكر أني حضرت في هذه الأوقات حلقة الشيخ يحيى عثمان المدرس، كان رجلاً وقوراً، لحيته طويلة وناعمة تصل إلى أسفل بطنه، وكان يتكلم بهدوء شديد. وأغلب الطلبة الذين يحضرون عنده من غير العرب، وأتذكر أني حضرت شرح أبواب من سنن أبي داود في كتاب الطلاق. وشرح مواضع من تفسير ابن كثير، ولعلي حضرت شرح أبواب من فتح المجيد شرح كتاب التوحيد. كان شرحه موجزاً يكتفي فيه بشرح غريب الألفاظ، مع تعليق موجز عن معنى ما قرا إذا احتاج المقام لهذا.
وحضرت في ذلك الوقت دروساً في التفسير للشيخ الكتاني، أذكر ان حلقته وكرسيه كان جهة باب العمرة، - الآن هذا دخل في التوسعة - وكان الشيخ الكتاني يشرح بلهجة مغربية محببة، ويتكلم على التفسير ارتجالاً، ويقرر معاني الآيات رحمه الله.
وأتذكر أني حضرت دروسا في شرح صحيح مسلم، على الشيخ عبد الله اللحجي، كان يدرس في الحرم و لا يجلس على كرسي. وكان شرحه تعليقات موجزة على المتن، وكان الذي حضرته عنده شرح احاديث من كتاب الفتن من صحيح مسلم، رحمه الله.
وكنت ألزم حلقة الشيخ عبد الله بن حميد إذا جاء الحرم، و لا أغادرها، حتى إن أولاده كانوا يعرفوني، أذكر منهم ولده الأستاذ الدكتور أحمد بن حميد، العالم الأصولي، سلمه الله، وأظن كذا ولده فضيلة الشيخ الأستاذ إبراهيم بن حميد سلمه الله.
ولما مات الشيخ جاء مكانه الشيخ صالح اللحيدان، حفظه الله، وجلست عليه واستمعت لفتاواه، وتقريراته في شرح الأحاديث التي كان يختارها في أول كل درس.
وحضرت الكثير من حلقات الشيخ ابن باز رحمه الله. وأذكر أني كنت أطوف بجواره، وأحياناً ألزمه واسأله أثناء الطواف. رحمه الله.
وحضرت حلقة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، واستمعت له كثيراً.
رحم الله الجميع، وأسكنهم فسيح جناته.

* تمتاز مكة بالشعاب التي كانت فيها، وهي عبارة عن أودية صغيرة بين جبال مكة، وأحيانا يعبرون بالدحلة، وشعب عامر بعد شعب علي، الذي حوصر فيه بنو هاشم لمدة ثلاث سنوات. والآن أزيل شعب عامر، وأزيل شعب علي.