هل يصح الاحتجاج في اللغة بألفاظ القراءات القرآنية، والأحاديث النبوية؟
جرى أهل اللغة على الاحتجاج بأشعار العرب قبل دخول الشعر المولد.
واختلفوا هل يصح الاحتجاج في إثبات اللغة بالحديث وألفاظه؛
- فمنهم من قبله، وهم قلة.
- ومنهم من رد الاحتجاج بالقراءات القرآنية والحديث في اللغة.
ويرد ابن حزم على المانعين من الاحتجاج بالحديث في إثبات اللغة.
قال ابن حزم (ت456هـ) -رحمه الله- في كتابه [الفصل في الملل والنحل والأهواء، (3/107- 108)]:
«ولا عجب أعجب ممن إن وجد لأمريء القيس، أو لزهير، أو لجرير، أو الحطيئة والطرماح، أو لأعرابي أسدي بن سلمى، أو تميمي، أو من سائر أبناء العرب بوال على عقبيه لفظا في شعر أو نثر جعلة في اللغة، وقطع به ولم يعترض فيه؛ ثم إذا وجد لله تعالى خالق اللغات وأهلها كلامًا لم يلتفت إليه، ولا جعله حجة، وجعل يصرفه عن وجهه ويحرفه عن مواضعه، ويتحيل في إحالته عما أوقعه الله عليه. وإذا وجد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلامًا فعل به مثل ذلك؛
وتالله لقد كان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم قبل أن يكرمه الله تعالى بالنبوة وأيام كونه فتى بمكة -بلا شك عند كل ذي مسكة من عقل- أعلم بلغة قومه، وأفصح فيها، وأولى بأن يكون ما نطق به من ذلك حجة من كل خندفى، وقيسي، وربيعي، وأيادي، وتميمي، وقضاعي، وحميري،
فكيف بعد أن اختصه الله تعالى للنذارة، واجتباه للوساطة بينه وبين خلقه، وأجرى على لسانه كلامه، وضمن حفظه وحفظ ما يأتي به؟!»اهـ.