15 - 8 إذا دخل المسجد ووجد الإمام راكعاً.
فإن من السنة له أن يركع ويدب حتى يدخل المسجد. ومحل هذه السنة إذا كان قريباً من الصف، أو كان المسجد صغيراً.
بوب مالك في الموطأ: بَابُ مَا يَفْعَلُ مَنْ جَاءَ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ.
وأورد عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ قَالَ: «دَخَلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَ النَّاسَ رُكُوعًا فَرَكَعَ، ثُمَّ دَبَّ حَتَّى وَصَلَ الصَّفَّ».
وأورد عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ قَالَ: «دَخَلَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَ النَّاسَ رُكُوعًا فَرَكَعَ، ثُمَّ دَبَّ حَتَّى وَصَلَ الصَّفَّ».
وذكر أَنَّهُ بَلَغَهُ: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَدِبُّ رَاكِعًا».
قلت: فيه أن يشرع للمسلم إذا دخل المسجد ووجد الإمام راكعاً لأن يدخل في الصلاة، ويركع دون الصف ثم يدب حتى يدخل في الصف.
ووجه الدلالة: أن فعل هذين الصحابيين في محل لا يحتمل الرأي والاجتهاد، وبدون نكير من الصحابة الآخرين، والأسانيد عنهما ثابتة بذلك.
وقد جاء من الحديث ما يدل على أن ذلك من السنة صراحة، عن ابن وهب أخبرني ابن جريج عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ وَالنَّاسُ رُكُوعٌ فَلْيَرْكَعْ حِينَ يَدْخُلُ، ثُمَّ يَدِبُّ رَاكِعًا حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ السُّنَّةُ». قَالَ عَطَاءٌ: وَقَدْ رَأَيْتُهُ (يعني: ابن الزبير -رضي الله عنه-) يَصْنَعُ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: «وَقَدْ رَأَيْتُ عَطَاءً يَصْنَعُ ذَلِكَ». أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 32)، الطبراني في المعجم الأوسط (7/110).، والحاكم في المستدرك (مرعشلي 214). والحديث صححه ابن خزيمة، وقال الطبراني عقب روايته: «لم يرو هذا
الحديث عن بن جريج إلا ابن وهب تفرد به حرملة ولا يروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد»اهـ، وصححه الحاكم، وقال في مجمع الزوائد (2/ 260): «رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح»اهـ. وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، حديث رقم: (229). في تقرير ماتع كعادته -يرحمه الله-، وأورد له شواهد من فعل الصحابة.