قال ابن قم الجوزية رحمه الله في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (3/ 366): "شَيْخُ الْإِسْلَامِ حَبِيبُنَا (يعني: صاحب منازل السائرين)، وَلَكِنِ الْحَقُّ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْهُ، وَكَانَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ – يَقُولُ (يعني: عن صاحب منازل السائرين): عَمَلُهُ خَيْرٌ مِنْ عِلْمِهِ؛ وَصَدَقَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -، فَسِيرَتُهُ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجِهَادِ أَهْلِ الْبِدَعِ لَا يُشَقُّ لَهُ فِيهَا غُبَارٌ، وَلَهُ الْمَقَامَاتُ الْمَشْهُورَةُ فِي نُصْرَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَبَى اللَّهُ أَنْ يَكْسُوَ ثَوْبَ الْعِصْمَةِ لِغَيْرِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَقَدْ أَخْطَأَ فِي هَذَا الْبَابِ لَفْظًا وَمَعْنًى"اهـ.
أقول: وبعض الناس يتوهم أن ابن القيم يقصد ابن تيمية بهذه الكلمة، والسياق يأباه ويوضح المراد، ولله الحمد.