استمعت لمقابلة لأحدهم، يرد على من نسب (مجموعة الدرر السنية لعلماء الدعوة) إلى التكفير؛ لكني لاحظت عليه أنه يقر استدلال المقدسي بما جاء في الكتاب، ولم يرد ذلك بصورة واضحة، فأقول: اعلم أن عامة من ينسب التكفير إلى (مجموعة الدرر السنية لعلماء الدعوة النجدية) لا يخلو حاله من الأمور التالية، أو بعضها:
- أن يكون نقل عنهم كلاما مبتوراً، لو أتمه فيما جاء بعده لتغير معنى الكلام، ولكن اقتصر على بعض الكلام وترك بعضه، كمن يقرأ: {ويل للمصلين} ولا يكمل.
- أن يكون نزع كلاماً لهم عن سياقه، فنزله على غير تنزيله. وهذا واقع جمهور أهل التكفير، وقد نبه على هذا الشيخ العنقري في رسالة (مفردو) مطبوعة في أول الدرر السنية، وقد جردتها وحققتها؛ لأهميتها. تجدها في موقعي، وطبعتها مع ملحقات الرد على كتب مشبوهة في آخره؛ فانظرها فإنها هامة.
- أن يجهل مرامي كلامهم، ولا يفهمه على وجهه، فقد سمعت بعضهم يقول: «في الدرر السنية تكفير استندت عليه داعش». فقال له المحاور: «اذكر أمثلة». فذكر أمثلة كلها ترجع إلى التكفير بالنوع. ومعلوم أن التكفير بالنوع لا يلزم منه تكفير المعين. فمثلاً لو قلت: «من يعبد القبر مشرك كافر»، فإنه لا يلزم من هذه العبارة تكفير من يفعل ذلك بعينه، إلا بعد أن تقام عليه الحجة، يعني بعد أن يعرف ويعلم، فإن أصر ولا مانع يمنع عنه، وصف الكفر كفر بعينه. ولذلك العلماء يقولون: «لا يلزم من تكفير القول والعمل تكفير الفاعل والقائل، حتى تقام عليه الحجة». فمن يقول: «إن في مجموعة الدرر السنية تكفير للناس»، ويورد كلامهم في التكفير بالنوع؛ لم يفهم كلامهم ولا علم مراميه. هذا والله الموفق والهادي سواء السبيل!