يا مسلم:
أيامك و ساعات حياتك: دقائقها وثوانيها هي عمرك.
كل لحظة تمر تنقص من عمرك وتمضي بلا عودة؛ ولذلك كان الليل والنهار خزائن أعمال، يختم عليها وتفتح صحف الأعمال في ذلك اليوم، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ}. (الحاقَّة: 18) ، {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ}. (آل عمران: 30).
والذي أريد أن أذكرك ونفسي به أن لا تقنط من رحمة الله واغتنم الفرص؛
فقد جعل الله أموراً تختم بها مجالسك بختم خير لا ختم سوء من ذلك:
لا تترك دعاء كفارة المجلس، في كل مجلس تجلسه يكثر فيه لغطك.
لا تترك الاستغفار في كل مجلس.
لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله.
لا تترك الدعاء في السحر في الثلث الأخير، لما ينزل الله تعالى يقول: «هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه، هل من سائل فأعطيه».
لا تترك في نهارك وليلك التوبة والإنابة أخرج مسلم تحت رقم: (2759) عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا».