سؤال:
«كيف أعالج شتات نفسي؟».
الجواب:
شتات النفس يرجع إلى سببين رئيسين:
الأول: الشرك، وترك التوحيد؛ فإن من آثار التوحيد على الفرد، أنه يورث هدوء القلب واجتماع نفسه، وبعده عن أن تعصف به الأحوال، والعواطف النفسية. قال -جل وعلا-: {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}. (الزُّمر: 29) . بخلاف من تعبد لغيره، فإنه تتشتت نفسه، وتتفرق روحه؛ فما يعود يشعر بالاستقرار والتوافق النفسي، قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}. (الجنّ: 6).
الثاني: الاستغراق في الدنيا، وترك الآخرة، فقد أخرج أحمد في المسند (35/ 467، تحت رقم: (21590)، عن زَيْد بْن ثَابِتٍ -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ»، صححه محققو المسند.
وعليه؛ فإن المسلم المتعلق بالآخرة، ستجد لديه من الاستقرار النفسي والثبات والموافقة الذاتية بطريقة تترقى بنفسه حتى تكون نفساً آمنة مطمئنة.
والله أعلم.
وفق الله الجميع لطاعته ورضاه.