السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تسُرّنا زيارتكم للمدونة، ونسأل الله أن ينفعكم بمحتواها ويزيدكم من فضله

السبت، 7 نوفمبر 2015

سؤال وجواب ٢٩٩: هل تدريس المرأة للنساء في البيت أفضل من المسجد؟


سؤال :
أخت تقول: أدرس في بيت إحدى الأخوات، نسوة لا يمكنهن الحضور إلى درسي في المسجد لبعده عنهن، ولأنهن مصبيات وأزواجهن يمنعوهن من الخروج للمسجد لحضور الدروس، فهل في عملي شيء؟

الجواب :

أخرج أحمد (12/ 313، تحت رقم 7357) بسند قال محققو المسند: "صحيح على شرط مسلم"، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: جَاءَ نِسْوَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا نَقْدِرُ عَلَيْكَ فِي مَجْلِسِكَ مِنَ الرِّجَالِ، فَوَاعِدْنَا مِنْكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ. قَالَ: " مَوْعِدُكُنَّ بَيْتُ فُلَانٍ ". وَأَتَاهُنَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلِذَلِكَ الْمَوْعِدِ، قَالَ: فَكَانَ مِمَّا قَالَ لَهُنَّ، يَعْنِي: " مَا مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ ثَلَاثًا مِنَ الْوَلَدِ تَحْتَسِبُهُنَّ، إِلَّا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَانِ؟ قَالَ: " أَوِ اثْنَانِ ".
في هذا الحديث لم يجعل الرسول درساً خاصاً للنساء في المسجد.
ومعلوم أن النساء صلاتهن في المسجد جائزة، وصلاتها ببيتها أفضل، أخرج أبوداود تحت رقم ( 567) بسند صححه الألباني عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ».
فهذا يفيد أن درس المرأة في البيت أفضل، فإذا تيسر لها من تدرسها من طالبات العلم في بيتها أو بيت إحدى الأخوات فهذا أقرب إن شاء الله للسنة.
نعم يجوز أن تعقد المرأة الفقيهة ذات العلم درسا في المسجد للنساء، في مكان فيه تؤمن فيه الفتنة، و لا يشاهدهن الرجال، و لا يكون في ذلك باب لوقوع المحظور، لكن الأولى أن يكون ذلك في البيت.
وبناء عليه فإن ما فعلته هذه لأخت هو الأقرب إن شاء الله للسنة، و لا ينبغي الإكثار من دروس النساء في المسجد لأن هذا ليس من شأن السلف فيما اعلم، كما ينبغي أن لا تتصدى لهذا إلا من كانت مؤهلة علميا له، والله المستعان وعليه التكلان، و لا حول و لا قوة إلا بالله!