دردشة ... إحسان الظن بالعلماء
من أكثر ما ينفع طالب العلم ويفتح له الأبواب في فهم العلم ، والولوج إلى مكنونات العلماء إحسان الظن بهم.
ليس غريباً أن يقال إن العلم ثلاثة اشبار؛
في الشبر الأول يرى طالب العلم نفسه أعلم الناس. إلا من رحم الله.
وفي الشبر الثاني ينصف الناس.
وفي الشبر الثالث يرى نفسه أجهل الناس.
في الشبر الأول يرى طالب العلم نفسه أعلم الناس. إلا من رحم الله.
وفي الشبر الثاني ينصف الناس.
وفي الشبر الثالث يرى نفسه أجهل الناس.
في الشبر الأول تكثر ردوده وتعقباته على العلماء؛
لا يرضى هذا و لا يرضى ذاك، ويشغب هنا وهناك ، ؛
فهنا تساهل ابن حجر، وهنا تلكأ وتناقض، وهنا خرج عن شرطه. وهنا ابن حجر يخالف ما قرره علماء المصطلح!
لا فقه عنده، و لا وقت عنده ليحاول يفهم لماذا تصرف ابن حجر بهذا؟ لا يتساءل هل يعقل أن حال الراوي هكذا ويقول ابن حجر عنه ثقة أو صدوق؟
عند أبي شبر هذا نعم يمكن، فمن ابن حجر، ومن السيوطي، ومن الألباني ومن ابن باز ومن ابن عثيمين؟
بل من الذهبي وابن رجب؟
بل من ابن تيمية ومن ابن القيم؟
بل من ....؟
ولا يلبث بعد مدة في طلب العلم وتدارسه والتفكر والنظر، حتى يكتشف ضآلة ما عنده، وأن هؤلاء أعلام جبال ...
فما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال كما قال ابو عمرو بن العلاء رحمه الله!
يبدأ يكتشف لماذا قال العالم هذا الكلام؟
لماذا تصرف هذا التصرف؟
يبدأ يكتشف عالماً كلما توغل فيه شعر بحقارة نفسه، وضآلتها، فهو كالكتكوك الصغير في قفص الديوك !
لا يلبث إلا قليلاً ويرى نفسه يجهل الكثير!
المفتاح ... إحسان الظن بالعلماء
