جاءني على الواتساب
قال الإمام الماوردي في كتابه ( أدب الدنيا والدّين):
" ومما أُنذرك به من حالي، أنني ألّفت في البيوع كتابًا، جمعت فيه ما استطعت من كتب النّاس، وأجهدت فيه نفسي، وكددت فيه خاطري، حتى إذا تهذّب واستكمل، وكدت أُعجب به، وتصوّرت أنني أشدّ النّاس اضطلاعًا بعلمه، حضرني - وأنا في مجلسي - أعرابيان، فسألاني عن بيع عقداه في البادية، على شروط تضمّنت أربع مسائل، ولم أعرف لواحدةٍ منها جوابًا، فأطرقت منكرًا، وبحالي مفكّرا، فقالا: ما عندك فيما سألناك جواب، وأنت زعيم هذه الجماعة؟
فقلت: لا،
فقالا: واهًا لك! وانصرفا،
ثمّ أتيا من يتقدمه في العلم كثير من أصحابي، فسألاه، فأجابهما مسرعًا بما أقنعهما، وانصرفا عنه راضيينِ بجوابه، حامدين لعلمه،
قال: فبقيت مرتبكًا، وبحالهما وحالي معتبرًا، فكان ذلك زاجر نصيحة، ونذير عظة، تذلّل بهما قياد النفس، وانخفض لهما جناح العجب، توفيقًا منحته، ورشدًا أوتيته".
فقلت: لا،
فقالا: واهًا لك! وانصرفا،
ثمّ أتيا من يتقدمه في العلم كثير من أصحابي، فسألاه، فأجابهما مسرعًا بما أقنعهما، وانصرفا عنه راضيينِ بجوابه، حامدين لعلمه،
قال: فبقيت مرتبكًا، وبحالهما وحالي معتبرًا، فكان ذلك زاجر نصيحة، ونذير عظة، تذلّل بهما قياد النفس، وانخفض لهما جناح العجب، توفيقًا منحته، ورشدًا أوتيته".
جديرة بالتأمل؛ ففيها فوائد جمّة.