هل تعلم أن سبر مرويات الراوي الذي يتعرف به على حاله من الضبط ودرجته فيه، غير متيسر اليوم؛
لأن معنى السبر أن تنظر في مدى موافقة الراوي للثقات ومخالفته لهم، فيتبين لك من كثرة موافقته للثقات ضبطه، ومن كثرة مخالفته لهم يتبين لك ضعف ضبطه، وذلك لا يتأتي إلا بالنظر فيمن شاركه في السماع عن الشيوخ، والنظر في مروياتهم مع روايته ومقارنتها .
ومعنى هذا أننا نحتاج إلى الوقوف ليس فقط على مرويات الراوي عن شيوخه، بل أيضاً نحتاج إلى الوقوف إلى روايات أصحابه الذين شاركوه في الرواية عن شيخه، لنقارن رواياتهم عن الشيخ فإن اصابوا وأخطأ أحدهم عرفنا أن الخطأ من هذا الراوي الذي انفرد.
وإن اتفقوا على الخطأ عرفنا أن الخطأ من الشيخ.
وإن اختلفوا نظرنا في الجانب الأرجح، وإلا انتتقلنا إلى الشيخ ونظرنا في رواية اصحابه الذين شاركوه في الرواية وقررنا.
وإن اتفقوا على الخطأ عرفنا أن الخطأ من الشيخ.
وإن اختلفوا نظرنا في الجانب الأرجح، وإلا انتتقلنا إلى الشيخ ونظرنا في رواية اصحابه الذين شاركوه في الرواية وقررنا.
ويتبين لك من هذا تعذر عملية السبر التي تبين لنا حال الراوي تماماً.
فإن قيل: وما حال هذه الدراسات التي تجمع مرويات الراوي؟
فالجواب : هذه الروايات تبين حال روايات الراوي لا حال الراوي، وإنما تبين حال كل رواية من روايته على انفراد، ولا تعلق بهذا بالحكم على ضبط الراوي!
وقد ناقشت رسالة لأحد أخواننا الأفاضل من أهل الحديث والسنة في مرحلة الدكتوراه، فرأيته قد جمع واستقرا وسعه في جمع روايات شهر بن حوشب وتوصل إلى أن أغلب رواياته لها شواهد، وتترقى إلى درجة القبول، فحكم بذلك على (شهر بن حوشب) بغير ما اتفقت عليه كلمة المحدثين من ضعف ضبطه!
وهذا متعقب بما سبق، بأن ما صنعه إنما يبين درجة روايته و لا يبين حاله!
والله الموفق.