تخريج حديث ...
قال البخاري في كتاب الجهاد والسير بَابُ مَا قِيلَ فِي الرِّمَاحِ. "وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي"؛
قلت: أخرجه أحمد (9/ 126، تحت رقم 5115) ، قال احمد: "حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"،
وأخرجه أبوداود من طريق أبي النضر به، مقتصراً على الجملة الأخيرة، في كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة حديث رقم (4031)، والحديث ضعفه محققو المسند، ومحقق سنن أبي داود، مسند أحمد ط الرسالة (9/ 124)،
قال محققو المسند: " إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه. ابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - اختلفت فيه أقوالُ المجرحين والمعدلين، فمنهم من قوى أمره، ومنهم من ضعفه، وقد تغير بأخرة، وخلاصة القول فيه أنه حسنُ الحديث إذا لم يتفرد بما ينكر، فقد أشار الإمام أحمد إلى أن له أحاديث منكرة، وهذا منها"اهـ.
قلت: أحمد يطلق النكارة ويريد بها التفرد، لا يريد أنه منكر اصطلاحاً. ففي هُدى الساري ص437: "محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي من صغار التابعين مدني مشهور وثقه بن معين والجمهور وذكره العقيلي في الضعفاء وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: وذكره في حديثه شيء يروي أحاديث مناكير قلت (ابن حجر): المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك"اهـ،
وقد قال ابن تيمية رحمه الله (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم 1/ 268- 270): "روى أبو داود في سننه حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو النضر يعني هاشم بن القاسم حدثنا عبد الرحمن بن ثابت حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم". وهذا إسناد جيد ؛ فإن ابن أبي شيبة وأبا النضر وحسان بن عطية ثقات مشاهير أجلاء من رجال الصحيحين وهم أجل من أن يحتاجوا إلى أن يقال: هم من رجال الصحيحين. وأما عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، فقال يحيى بن معين وأبو زرعة وأحمد بن عبد الله : "ليس به بأس". وقال عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم: "هو ثقة"، وقال أبو حاتم : "هو مستقيم الحديث". وأما أبو منيب الجرشي فقال فيه أحمد بن عبد الله العجلي : "هو ثقة، وما علمت أحدا ذكره بسوء"، وقد سمع منه حسان بن عطية، وقد احتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث"اهـ.
وقال ابن حجر في تغليق التعليق (3/ 446): "وَله شَاهد بِإِسْنَاد حسن لكنه مُرْسل رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن عِيسَى ابْن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن سعيد بن جبلة عَن طَاوس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل حَدِيث ابْن عمر"اهـ.