المسألة الخلافية الاجتهادية التي ليس فيها دليل يلزم المصير إليه، وتتنازعها وتتجاذبها وجهات النظر، لا يحسن بطالب العلم إذا تعقب أو خالف أن يأتي بعبارات جازمة بخطأ المخالف، وبطلان قوله؛
فكم من قول كان يظن ضعفه تبينت قوته ، وصحته.
أذكر أن الأستاذ عبد الله حكمي أمين مكتبة ثانوية مكة، وهو من طلاب العلامة الشنقيطي صاحب أضواء البيان، سألته مرة: هل كان الشيخ الشنقيطي إذا سئل يجيب ويرجح كما في اضواء البيان عند المسائل الخلافية؟
فقال لي: الشيخ في آخر عمره، صار لا يرجح، إذا سئل يذكر المسألة والخلاف فيها، وقد يشير إلى الأدلة، و لا يرجح.
فقلت: في رأيكم لماذا كان الشيخ يصنع هذا؟
قال: كنا نرى أن الشيخ لما كبر سنه زاد علمه، فصار عند نظره في الأقوال يرى لكل قول أدلة قوية، تجعل الترجيح ليس بالأمر الهين.
أقول: والأمر والله كما قال!
فاحفظ لسانك عند كلامك في المسائل الخلافية الاجتهادية التي ليس فيها دليل يلزم المصير إليه.
وفقني الله وإياك لرضاه.