الخطأ يرد و لا يقبل، على أي أحد ومن أي أحد!
لكن لا ينبغي أن يعامل العالم من أهل السنة إذا أخطأ كما يعامل صاحب الهوى والبدعة إذا أخطأ ؛
والرفق مطلوب والحكمة مطلوبة في التعامل مع كل أحد، وفي حق العالم إذا أخطأ أوكد.
وبعض الناس هداهم الله يشنعون على عالم كبير من أهل السنة بسبب أنه وقف على خطأ له في مسألة خبرية علمية أو عملية، و كأن الشيخ السني عنده رأسا من رؤوس البدعة، بل لعله إذا رد على صاحب بدعة هدأ وترفق واستعمل الحكمة؛
وهذا عكس لما ينبغي أن يكون، فالرفق والحكمة مطلوبان مع الكل، وفي حق الرجل السني أوكد!
هذه واحدة.
وأخرى قد يقع طالب العلم في خطأ فيشابه قول وطريقة جماعة من الجماعات وفرقة من الفرق، فلا ينبغي أن يوصف القائل بأنه من تلك الجماعة أو من تلك الفرقة، إنما يقتصر على وصف القول الذي قاله دون أن يصف العالم فلا ينسبه إلى تلك الفرقة أو الجماعة.
هذه ثانية.
وأمر آخر، الشدة والتعنت وعدم الرفق تجعل من يحب هذا العالم ويرى أنه من أهل السنة يدافع عنه حمية لما يظن فيه من خير، فيتصدى الذين يردون خطأ العالم لهؤلاء الطلاب بالرد والتشنيع والتشغيب؛
فتتشعب الأمور بطريقة غير محمودة، وخلاف ما ينبغي أن يكون عليه حال طلاب العلم أهل الحديث، وسبب هذا كله استمعال الشدة وترك الرفق والحكمة في الرد وبيان محل الخطأ.
وهذه الثالثة ، وأقف عندها، نفعنا الله بما علمنا وألهمنا رشدنا ورزقنا التوفيق والسداد.