دردشة ...
المناشط الدعوية من مسابقات وألعاب ، الأصل فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل نحوا منها مع الصحابة؛
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، حدثوني ما هي» قال: فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله: فوقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله، قال: «هي النخلة» أخرجه الشيخان.
فهذا سؤال وجهه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه.
عن عبد الله، قال «سابق النبي صلى الله عليه وسلم بين الخيل، فأرسلت التي ضمرت منها، وأمدها إلى الحفياء إلى ثنية الوداع، والتي لم تضمر أمدها ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق» وأن عبد الله كان فيمن سابق أخرجه البخاري.
فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل.
والقضية التي تحتاج إلى توضيح؛
هل في قيام طالب العلم بهذا الأمر (المناشط الدعوية) ما يؤثر على طلبه للعلم؟
والحقيقة ... أن هذه المناشط لها أثر إيجابي، فهي تستهدف في الغالب العوام، وطلبة العلم المبتدئين الذين هم بحاجة إلى استئلاف، بل قد يحتاجها طالب العلم لأنها نوع من الترويح عن النفس، والإنسان لا يستغني عن ذلك، بل يحتاجه أحياناً، وجاء في الأثر المروي: "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت"، وهذا وإن لم يصح مرفوعاً، إلا أن معناه وارد في حديث عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: - وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَمَا ذَاكَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً» ثَلَاثَ مَرَّا أخرجه مسلم (2750).
والمسلم ينبغي أن يكون كيسا فطناً، فإنه إذا احتسب في قيامه بهذه المناشط أن ما يقوم به من أجل ترويح نفسه والآخرين، وفيه من تحقيق التقارب والمحبة والألفة الشيء الكثير، يكون له بذلك أجر عند الله. وعليه أن يراعي تحقق المصلحة ورجحانها فيما يختاره، عند تعارضه مع غيره من أمور طلب العلم.
والله المستعان