لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
ومن أولى الناس بعد الوالدين بالشكر هم ولاة أمرنا من العلماء والأمراء؛
أمّا العلماء رحم الله الأموات منهم وحفظ الله الأحياء ورزقهم العفو والعافية، فقد أبلوا في تقديم النصيحة للأمة بلاء يشهد لهم فيه، فقد بينوا وأوضحوا ما يحتاجه الناس من أمور دينهم، وقدموا لهم النصيحة والتحذير من أهل الضلال ومن الفتن ، رأوها وحذروا منها قبل أن يراها الناس، فجزاهم الله خيرا.
أمّا الأمراء وولاة أمرنا في المملكة العربية السعودية جزاهم الله خيراً، فلم يألوا خيرا ولم يألوا جهداً ... فإنهم يدفعون عن الأمة شر أهل الشر والفساد والضلال .
ويقومون مقامات مشهودة في حفظ الأمن للبلاد والعباد، والسعي في ما يحقق المصلحة والنفع لجميع دول العالم الإسلامي.
فلهم جزاهم الله خيراً زيادة على حق البيعة التي نجددها لهم بالسمع والطاعة ؛
لهم حق الشكر والدعاء لهم والثناء عليهم، نتقرب إلى الله تعالى بذلك.
فإن أعمالهم تذكر لهم فتشكر ، ويدعى لهم بأن يزيدهم الله توفيقاً وتثبيتاً على الحق، وأن ينصرهم وينصر بهم الإسلام والمسلمين، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً.
فهم غيظ العدى
ورجاء المبتلى بعد الله تبارك وتعالى .
الكرام الأجاويد ، الأبطال الصناديد، العقلاء
وما أحقهم بالمدح والثناء عليهم وفقهم الله وسددهم، من صخر الذي مدحته أخته الخنساء!
وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا ** وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ ** وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ
حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ ** شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ
نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ ** فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ