لم التق بفضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور : ربيع بن هادي المدخلي سلمه الله الا في عام 1416هجرية.
لما جاء من اجل السكنى في مكة المكرمة.
وقدر الله ان يكون سكنه بجوار سكني.
كنت اسمع واقرأ لبعض الناس ما جعلني اتخيل الرجل شعلة غضب تهدر بالخصومة والردود بعيدا عن الرفق واللين . فاسهل ما يوصف به الشدة.
لقيته في بيت ولده سعادة الدكتور محمد بن ربيع المدخلي حفظه الله . المدرس بجامعة ام القرى . وكان ينزل الشيخ بنزل عنده لفترة اثناء ما يهيأ له سكنه في حي العوالي. وسكن ولده كان في حي العزيزية.
اصطحبني اليه فضيلة الشيخ الاستاذ السيد اسامة بن علي الاهدل وفضيلة الشيخ الاستاذ خالد بن محمد بادغيش وفضيلة الشيخ الدكتور احمد بن عمر بازمول سلمهم الله.
كنت اريد ان اراه . واشاهد واكتشف واقارن...
شاهدت رجلا مهيبا ... هينا لينا ... يصبغ شعر ذقنه بالحناء ... على طريقة اهل جيزان.... حمراء قادحة...
يسأل ويخاطب والضحكة لا تفارقه.
لم اشاهد في لقائي هذا بالشيخ ... لا عصبية ولا شدة ولا عنف ... ولا غضب ... ولا اي شيء من هذا والحمد لله.
ولما انتقل الشيخ الى سكنه كنت ازوره اسبوعيا بعد صلاة الجمعة.
واذا صارت مناسبة او دعاني الشيخ احضر عنده في مكتبته.... مع الطلاب.
كنت اشفق على الشيخ في اوقات مرضه... واحيانا كان الطلاب يخرجون الى اداء الصلاة في المسجد وامسك بيد الشيخ واقول: اصلي معك جماعة هنا لا تتعب ... فيرضى على مضص.
علمت ان الشيخ لم يكن مستعجلا في ردوده ...
بعض الذين رد عليهم استمر معهم في مراجعات خاصة سرية لمدة خمس او ست سنوات ... ولم يخرج رد الشيخ الا بعد ان زاد نفار الشخص المردود عليه وابنعد كثيرا واستفحل خطره.
كنت احيانا اعبر للشيخ عن ضرورة التوضيح للخطأ لأن هذا الرجل او ذاك نسأل عنه ونزكيه ... بناء على ظاهر الحال.... ثم يأتي ردكم عليه ... فيحدث بلبلة ... لابد ان تكون الامور واضحة.. والشيخ مع هذا يرى الصبر وعدم الاستعجال والاناة ... ويرى ان هذه السلبيات وما فيها من الضرر ... تحتمل مقابل لو تراجع الشخص عن خطئه بنفسه.... فهي اهون الضررين.... والصبر شعار الشيخ.
دعوة الشيخ الى اجتماع الكلمة وتوحيد صفوف طلبة العلم ... ونبذ الفرقة واسبابها من اهم الامور التي يتعاطها الشيخ شبه يوميا في مجلسه.
توثق الشيخ مما يورد او يسمع فهو لا يقبل اي شيء اذكر مرة قلت له كلاما قاله ابن حجر ... فقال هذا فتح الباري ... هات كلامه ..
ومرة نقلت له قولا للعلائي فطلب المصدر بالصفحة.
وللشيخ فراسة عجيبة... اتذكر مرة كنت اجلس معه بمفردي ... وكنت اسأل الشيخ ... في مواضيع شتى ففتحت موضوع الفراسة ... فقلت للشيخ : ما بلغ من فراستك. ضحك الشيخ لهذا السؤال ... وكأنه ما اراد ان يجيب فاكدت على سؤالي ضاحكا فقال: مرة دخل في المجلس في المكتبة مجموعة من الشباب فوق العشرة ... ونظرت اليهم وهم يدخلون واحد منهم شعرت انه غير مرتاح ... فغلب على ظني انه يحمل افكارا غير صحيحة ... وفعلا ... لما بدأوا يتكلمون ... ظهر ما لدى هذا الشخص من افكار ومخالفات هداه الله.
الشيخ ربيع ... رجل سنة ... ورجل علم ...
يعجبك فيه حرصه على السنة وتطبيقها والحث عليها. جزاه الله خيرا.
واكاد اجزم بأنه مجدد هذا القرن في معرفة الجماعات والرد على بدعهم واباطيلهم؛ فلا اعرف عالما معاصرا فرى فريه وصنع مثله... امدنا الله واياه بالصحة والعافية ... واحسن ختامنا وختامه بخير.