بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله-
التقيت به، وكان ذلك بسبب فضيلة الشيخ محمد بن ناصر العجمي الكويتي، شفاه الله وعافاه، أيام الأزمة الكويتية التي اجتاح فيها صدام الكويت.
كان الشيخ دمثا متواضعاً، هيناً ليناً، على خلاف ما كانت صورته في ذهني.
التقيت به أول مرة في الشقة التي كان ينزل فيها العجمي بالعزيزية، أول لقاء، وفيه قلت للشيخ رحمه الله: أنتم تكتبون كتابة أحتاج فيها إلى أن يكون معي قاموس لأفهم الألفاظ، فلماذا تسلكون هذا المسلك، هذه كتابت الشيخ أحمد شاكر ومحمود شاكر لا أحتاج معها إلى ذلك. فضحك الشيخ.
وقلت له: لماذ تكثرون في كتاباتكم من إحالات الشناقطة.
فأعجبت الشيخ هذه الكلمة، وقال: لعله تأثر فيها بشيخه محمد الأمين المختار الشنقيطي، صاحب أضواء البيان.
وذلك أن الشيخ يحيل في الأجزاء الصغيرة التي صنفها إلى مواضع في كتبه أو كتب أخرى، و لا نقف عليها في حينها.
ثم ضربنا في صنوف الحديث وألوانه. فقد كان رحمه الله عالما متفننا في علوم شتى. ويحب الفائدة والاستفادة، جم التواضع في ذلك.
ثم كان اللقاء الثاني في بيتي حيث زارني الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله ، بمعية العجمي، وأحضر معه الشريف نواف بن عبدالمطلب آل غالب حفظه الله، وكانت هذه أول مرة التقي فيها به، والفضل في معرفته يرجع لأبي ناصر العجمي سلمه الله وشفاه وعافاه.
وأذكر أن الأهل صنعوا كيكة بالتمر، ولونها أسمر، فلما قدمتها قال الشيخ بكر ضاحكا: ما هذا؟
قلت : كيكة سلفية يا شيخ، تمر وطحين . فضحك الشيخ والحضور.
وكان الشيخ عبد السلام البرجس رحمه الله و العجمي شفاه الله يلتقيان كثيراً بالشيخ بكر، ويعرفانه من مدة طويلة قبلي.
وطلب الشيخ أن نزوره في بيته بالطائف، فحضرت في العصر لزيارته، مع الشيخ العجمي شده الله بلباس الصحة والعافية، فلما وصلنا جلسنا قليلاً ثم جاء ولد الشيخ وأخذنا بالسيارة إلى جهة طريق الجنوب، وجلسنا في البر، وشربنا الشاي مع المكسرات، إلى غروب الشمس، ثم رجعنا، واصر الشيخ على العشاء عنده ، وكان جزاه الله خيراً رافعاً للكلفة، محباً للمسامرة.
ومرت فترة كنت أتواصل فيها مع الشيخ يوميا عن طريق الهاتف.
وأتذكر مرة كنت أسير معه داخلين إلى الحرم إلى جهة صحن الكعبة، وذكر لي أنه يكتب كتاباً بعنوان (تصنيف الناس بين الظن واليقين)؛ فقلت له: هذا عنوان صحفي. وإذا كتبت لابد فيه من التقعيد. وإلا تأنى يا شيخ و لا تخرجه.
وكانت عادة الشيخ رحمه الله ، من بعد تعرفي به، أن يطلعني على ما يكتب، لعله من باب إطلاع من هو دونه حتى تكتمل عنده الرؤية، لأنهم يحبون إذا صنف المرء أن يطلع من هو دونه ومن هو فوقه ومن هو مثله، ليأخذ الرأي!
ولكن هذا الكتاب لم يطلعني عليه، قبل أن يخرج.
وأتذكر أنه أطلعني على كتابه لا جديد في أحكام الصلاة، فذكرت له ملاحظاتي، وقلت ضاحكا: إن لم تعدل سأرد على الكتاب، فضحك الشيخ طويلاً!
الشيخ رجل طُلعة، ورئاسته للمجمع الفقهي في الرابطة سهلت له الاطلاع والوقوف على نوادر الكتب والأبحاث، والتواصل العلمي مع شتى الباحثين.
كان يخبرني عن إدارته لوكالة وزارة العدل، وأنه بفضل الله لا يؤخر معاملة عنده، وأن المعاملات ينتهي منها أولاً بأول.
وأتذكر مرة أني ذكرت كتاباً نادراً، وأني أريد أن أقف عليه، وقال: عندي، ولم أتفاجأ بعد أسبوع إلا والاتصالات في الجامعة تسلمني مظروفاً، من وكالة وزارة العدل، ولما فتحته وجدت فيه الكتاب المذكور مصوراً، وعلمت أنه من الشيخ بكر رحمه الله.
توفي الشيخ عام 1429هـ ، عن أربع وستين سنة رحمه الله.
وقلت له: لماذ تكثرون في كتاباتكم من إحالات الشناقطة.
فأعجبت الشيخ هذه الكلمة، وقال: لعله تأثر فيها بشيخه محمد الأمين المختار الشنقيطي، صاحب أضواء البيان.
وذلك أن الشيخ يحيل في الأجزاء الصغيرة التي صنفها إلى مواضع في كتبه أو كتب أخرى، و لا نقف عليها في حينها.
ثم ضربنا في صنوف الحديث وألوانه. فقد كان رحمه الله عالما متفننا في علوم شتى. ويحب الفائدة والاستفادة، جم التواضع في ذلك.
ثم كان اللقاء الثاني في بيتي حيث زارني الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله ، بمعية العجمي، وأحضر معه الشريف نواف بن عبدالمطلب آل غالب حفظه الله، وكانت هذه أول مرة التقي فيها به، والفضل في معرفته يرجع لأبي ناصر العجمي سلمه الله وشفاه وعافاه.
وأذكر أن الأهل صنعوا كيكة بالتمر، ولونها أسمر، فلما قدمتها قال الشيخ بكر ضاحكا: ما هذا؟
قلت : كيكة سلفية يا شيخ، تمر وطحين . فضحك الشيخ والحضور.
وكان الشيخ عبد السلام البرجس رحمه الله و العجمي شفاه الله يلتقيان كثيراً بالشيخ بكر، ويعرفانه من مدة طويلة قبلي.
وطلب الشيخ أن نزوره في بيته بالطائف، فحضرت في العصر لزيارته، مع الشيخ العجمي شده الله بلباس الصحة والعافية، فلما وصلنا جلسنا قليلاً ثم جاء ولد الشيخ وأخذنا بالسيارة إلى جهة طريق الجنوب، وجلسنا في البر، وشربنا الشاي مع المكسرات، إلى غروب الشمس، ثم رجعنا، واصر الشيخ على العشاء عنده ، وكان جزاه الله خيراً رافعاً للكلفة، محباً للمسامرة.
ومرت فترة كنت أتواصل فيها مع الشيخ يوميا عن طريق الهاتف.
وأتذكر مرة كنت أسير معه داخلين إلى الحرم إلى جهة صحن الكعبة، وذكر لي أنه يكتب كتاباً بعنوان (تصنيف الناس بين الظن واليقين)؛ فقلت له: هذا عنوان صحفي. وإذا كتبت لابد فيه من التقعيد. وإلا تأنى يا شيخ و لا تخرجه.
وكانت عادة الشيخ رحمه الله ، من بعد تعرفي به، أن يطلعني على ما يكتب، لعله من باب إطلاع من هو دونه حتى تكتمل عنده الرؤية، لأنهم يحبون إذا صنف المرء أن يطلع من هو دونه ومن هو فوقه ومن هو مثله، ليأخذ الرأي!
ولكن هذا الكتاب لم يطلعني عليه، قبل أن يخرج.
وأتذكر أنه أطلعني على كتابه لا جديد في أحكام الصلاة، فذكرت له ملاحظاتي، وقلت ضاحكا: إن لم تعدل سأرد على الكتاب، فضحك الشيخ طويلاً!
الشيخ رجل طُلعة، ورئاسته للمجمع الفقهي في الرابطة سهلت له الاطلاع والوقوف على نوادر الكتب والأبحاث، والتواصل العلمي مع شتى الباحثين.
كان يخبرني عن إدارته لوكالة وزارة العدل، وأنه بفضل الله لا يؤخر معاملة عنده، وأن المعاملات ينتهي منها أولاً بأول.
وأتذكر مرة أني ذكرت كتاباً نادراً، وأني أريد أن أقف عليه، وقال: عندي، ولم أتفاجأ بعد أسبوع إلا والاتصالات في الجامعة تسلمني مظروفاً، من وكالة وزارة العدل، ولما فتحته وجدت فيه الكتاب المذكور مصوراً، وعلمت أنه من الشيخ بكر رحمه الله.
توفي الشيخ عام 1429هـ ، عن أربع وستين سنة رحمه الله.