الشيخ محمد ناصر الدين الالباني -رحمه الله- (1-5)
التقيت به، في آخر قدوم له إلى المملكة العربية السعودية عام 1410هـ.
كان الشيخ أحمد محمد الغامدي من زملاء الدراسة، قد علم تشوفي وحرصي على الالتقاء بالشيخ، وكانت لديه علاقة بمكتبة (ابن تيمية) الموجودة آنذاك في شارع العزيزية بمكة المكرمة.
وذكر لي -وفقه الله لكل خير- أن الألباني -رحمه الله- إذا جاء إلى مكة يمر على المكتبات ينظر ما لديها من الجديد من الكتب!
ووعد ووفى بوعده -جزاه الله خيراً-، أنه إذا علم بتواجد الشيخ سيتصل بي! وكنا نعلم أن الشيخ سيأتي مكة لزيارة ابنته التي كان يتزوجها فضيلة الشيخ الدكتور/ رضا معطي نعسان، وهو في ذاك الوقت مدرس في قسم العقيدة.
فكنت أتوقع قدوم الشيخ إلى مكة...
وفعلاً اتصل بي أحمد الغامدي -رعاه الله-، وقال: «الشيخ الآن في مكتبة ابن تيمية!».
وكنت أسكن في العزيزية الجنوبية على خط الطائف الخلفي، يعني موضع قريب، ركبت سيارتي واتجهت إلى المكتبة وقلبي يخفق بشدة... دخلت المكتبة وسلمت وإذا برجل عبل الجسم، كبير القامة، عظيم الهامة، أبيض بياض العجم، يرتدي كوفية دون (خمار) غترة أو شماغ، يجلس على كرسي صغير، ويطالع في يده تفسير ابن أبي حاتم، وكان قد صدر منه مجلدان، وكان رأسه يهتز هزة لا إرادية عند القراءة!
فسلمت عليه، وقلت: «أبو عبدالرحمن الألباني». فقال: «نعم». فقبلت رأسه. وتركته يكمل القراءة.
لم أنتبه لشيء إلا الشيخ الألباني -رحمه الله-... وكنت قد رأيته قبل ذلك في المنام في صورة قريبة من الصورة التي رأيته عليها، لكنه كان يرتدي غترة بيضاء على رأسه.
لمّا انتهى الشيخ، وأخذ ما يريده من الكتب. أتيت إلى الشيخ وقلت له: «عندي ورقات كتبتها في الذب عنكم، أريد أن أطلعكم عليها، فهل تركب معي في السيارة لأوصلكم؟».
فقال الشيخ: «بل أنت تركب معي، كما يركب الطالب مع شيخه».
فنظرت وانتبهت إلى أن معه ولده محمد وعبدالمصور.
فأعطيت ولده محمد مفتاح سيارتي وقلت له: «أنا سأركب مع الوالد (الشيخ الألباني) وأنت قد سيارتي وتعال وراءنا».
وركبت مع الشيخ في السيارة، ومعنا ولده عبدالمصور.
يتبع إن شاء الله.