خلفيات علمية (2)
يعبر أهل السنة عن مسائل العقيدة، بعبارات تقابل البدع الحادثة؛ ليحصل التمايز بين الحق والباطل.
فمثلاً لمّا لم يكن إلا إسلام وكفر، كان اسم الإسلام كافياُ في تمييز المسلم عن غيره.
ولما حدثت البدعة صار تمييز أهل السنة عن أهل البدعة، باسم السنة.
ولما حدثت بدعة أهل الرأي، حصل التمايز بالانتساب إلى أهل الحديث؛ فأهل السنة أهل الحديث.
ولما حدثت فرق بدعية تنتسب إلى السنة، صار التمييز بالانتساب إلى السلف.
فصار الرجل يقول هو مسلم سني سلفي.
بل حتى عبارتهم عن مسائل العقيدة، صاروا يضيفون فيها ألفاظاً تغلق الباب وتدرء فتنة البدعة،
فالله مستو على عرشه فوق سماواته، وهو قريب من المحسنين من غير ممازجة ولا حلول. فأضافوا كلمة (بغير ممازجة ولا حلول)؛ ليغلقوا الباب على أهل الوحدة والحلول.
وهكذا تجدون عبارات أهل السنة تحمل من البيان الكاشف لبدعة أهل الضلال في كل وقت بما يناسبه، والله الموفق.