الشيخ أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- (3 - 5)
أعطيت خبراً للأخوة أن يتصلوا بي إذا حصل أي اجتماع بالشيخ؛ وكان ذلك!
عمل الشيخ (حسن القحطاني) -غفر الله له-، عشاء للشيخ في حوشه في آخر شارع الجزائر، قريبًا من مسجد طلال بن دغش، فحرصت أن آتي إليه!
حضر هذا العشاء مجموعة كثيرة من الطلاب، ومنهم (عايض القرني)، و(سعد الحميد) وكانت شهرتهما مع بداية أحداث الصحوة في هذا العام 1410هـ.
لم أهتم بشيء غير أن أكون عند الشيخ الألباني -رحمه الله-.
رأيتهم وضعوا له كرسياً جلس عليه، وعند قدمه مسنداً لقدمه، فجلست تحت كرسيه عند قدمه، أهمز (أكبس) له قدمه؛ ليرتاح في الجلسة ويطوِّل، أردت الشيخ أن يرتاح ويمنحنا وقتا طويلاً.
استلم قراءة الأسئلة على الشيخ:
عايض القرني، وسعد الحميد.
عايض القرني، وسعد الحميد.
وبدلاً من أن يختارا للشيخ الأسئلة الجديدة، صارا يسألان الشيخ عن المسائل التي يخالف فيها، ومنها مسألة (الذهب المحلق) وأطال الشيخ في تقريرها.
والشيخ -رحمه الله- طويل النفس في مجالسه، لديه قدرة عجيبة على الصبر في ذلك.
كنت اشتهي لو اختارا من الأسئلة موضوعات جديدة، ولكن قدر الله وما شاء الله فعل!
انتهينا من العشاء، وركب الشيخ سيارته، فجئت إليه استمع لأجوبته عن ما يسأل عنه، ولا أتذكر هل أنا الذي سألته أو أحداً غيري سأل عن العمرة للمكي، فقال الشيخ: «عندنا قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. (البقرة:196)».
ومضى الشيخ -رحمه الله-.
فرجعت وإذا بسعد الحميد وأخ موريتاني يقف معه، وكانت لي معرفة يسيرة بالشيخ سعد الحميد، فعرضت عليه أن أوصلهما، فركب هو والأخ الموريتاني، وعرفني عليه فقال: «محمد الددو من موريتانيا».
في الطريق علق سعد الحميد في كلام مع الددو، عن مسألة الذهب المحلق، فأورد الددو أبياتاً من حفظه فيها تقرير رد الحديث إذا خالف القياس! فقلت: لسعد الحميد: «هل ترد الحديث إذا خالف القياس؟». فقال: «لا». قلت: «صاحبك يورد أبياتاً تقرر هذا، وأراك تضحك وكأنك تؤيده». ثم رددت على ما أورده من أبيات، بأن الحديث أصل بنفسه، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، وأشرت إلى حديث الشاة المصراة، وأن بعض الفقهاء أراد رده لمخالفة القياس ولم يسلم له ذلك.
المهم أوصلتهما... ورجعت إلى البيت.