للذنب نار وحرقة وحرارة في النفس يشعر بها القلب النقي، والنفس اللوامة.
ألا ترى إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ النَّارَ الْمَاءُ»، من حديث معاذ -رضي الله عنه-، أخرجه الترمذي تحت رقم: (2616)، وابن ماجه تحت رقم: (3973) وصححه الألباني.
ألا ترى إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه البخاري تحت رقم: (744) ومسلم تحت رقم: (598) عن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً - فَقُلْتُ: «بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟». قَالَ: «أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ».
والشاهد قوله: «اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ». فقابل حر وحرقة ونار الخطيئة ببرد الماء والثلج.
والحاسد يقول: يجد في نفسه ناراً وحرقة تثور وتتعبه إذا لم يوجه ويفرغ ذلك في الجهة المؤثرة فيه.
فاللهم غفراً.